فاطمة صالحي
بينما يشهد العالم موجة غير مسبوقة من الإعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية في مختلف المحافل السياسية لاسيما خطابات الجمعية العامة للأمم المتحدة خاصة من جانب بعض الدول الغربية وعلی رأسها فرنسا في تحد واضح للمخطط الصهيوني لمحو غزة والضفة الغربية من الخرائط وتحقيق وهم «اسرائیل الكبری» فجأة أسدل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الستار علی خطته لإحلال السلام.
وتأتي محاولات الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في غزة في إطار إظهاره كشخصية محبة للسلام وفي نهاية المطاف الحصول على جائزة نوبل للسلام عبر إنهاء الأزمات والحروب التي سببتها الولايات المتحدة كما يبدو أن الخطة المزعومة طرحت بأهداف واضحة منها إنقاذ نتنياهو من ضغط رأي العام الإسرائيلي في ظل تداوم الحرب البائسة وفشل إعادة الأسرى بعد مرور عامین.
ويمكن القول أن خطة ترامب الجديدة والمكونة من 20 بندا التي تشمل على نزع سلاح المقاومة دون الإشارة إلى امكانية تشكيل الدولة الفلسطينية قد تنهار قبل أن تبدأ بسبب أن النية التي تختفي خلفها ليست إنهاء الحرب المدمرة وشلال الدم في غزة كما أن واشنطن ما اتخذت أي خطوة عملية في هذا الإطار خلال السنتين الماضيتين بل قدمت دعما تاما و مطلقا للكيان الصهيوني بدء من المحافل السياسية حتی المستويات العسكرية.
والهدف الرئيسي من طرح الخطة المزعومة هو تغيير البوصلة نحو ما يسمى تحت عنوان إعادة ترتيب الشرق الأوسط بناء على وجهة نظر أمريكي-صهيوني لتوسيع دائرة التطبيع بين تل أبيب والأنظمة العربية كما ذكر الرئيس ترامب مسألة التطبيع خلال مؤتمره المشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.
رغم أن طرح الخطة رافقته ضجة إعلامية وسيعة فإن فرص تحقيقها تبدو ضئيلة بسبب معارضة المقاومة الفلسطينية لنزع سلاحها وعدم تلقي ضمانات حقيقية لتشكيل الدولة الفلسطينية وحق تقرير المصير إضافة إلی معارضة تل أبيب لتقديم تنازلات حقيقية لإنهاء الحرب التي ينظر نتنياهو إليها كآلية إنقاذه من المحاكمات الداخلية.
كاتبة سياسية ايرانية
https://telegram.me/buratha
