المقالات

غزة جائعة.. والأمة نائمة!

149 2025-08-23

نبيل محمد سمارة

 

في وقتٍ تُسفك فيه دماء الأبرياء في غزة وتئنّ الأرض من الجوع والحصار، تقف الأمة الإسلامية متفرقة، ضعيفة، تائهة بين مصالح الأنظمة ومخاوف الكراسي. تُذبح غزة على مرأى ومسمع من الجميع، لا ماء، لا دواء، لا طحين، والمجازر لا تتوقف، بينما العواصم العربية تكتفي بالشجب البارد أو الصمت المهين، وكأن غزة خارج حدود الجغرافيا أو الدين أو الضمير.

 

إن المجاعة التي تضرب غزة اليوم ليست كارثة إنسانية فقط، بل فضيحة أخلاقية للأمة بأسرها. الأمة التي يفترض أن تكون جسدًا واحدًا، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى، أصبحت تتفرج على طفل يموت من الجوع وآخر يلفظ أنفاسه تحت الأنقاض، دون أن يتحرك فيها ساكن.

 

وللأسف، فإن بعض رجال الدين – وهم من يفترض أنهم ضمير الأمة – ما زالوا منشغلين بالولاء للأنظمة، يقدمون الطاعة للحاكم على حساب الحق، يبررون الجمود، ويغضّون الطرف عن الظلم، بحججٍ واهية تسقط أمام دمعة أمّ فلسطينية فقدت أبناءها دفعة واحدة.

 

إن الأنظمة العربية – إلا ما ندر – لم تبالِ بمئات الشهداء في غزة، لم تهتم بموت الأطفال جوعًا، ولم تتحرك فعليًا لرفع الحصار أو وقف العدوان، بل بعضها شارك بالصمت، وبعضها بالتطبيع، وبعضها بالمزايدة الفارغة.

 

لذلك، فإن الحل ليس في انتظار قرار من الحكومات، بل في صحوة شعبية، وفي موقفٍ حاسم من العلماء والأحرار والشرفاء في كل بلد. يجب أن تنهض الأمة، أن تتوحّد قواها، أن تدعم غزة بالمال، والإغاثة، والضغط السياسي، والاحتجاج الشعبي، وأن ترفع الصوت عاليًا: كفى خذلانًا!

 

غزة ليست قضية إنسانية فحسب، بل قضية شرف، واختبار حقيقي لنبض هذه الأمة. وكل تأخير في نصرتها هو عار، وكل صمت هو خيانة.

 

غزة لا تحتاج دموعًا.. تحتاج مواقف. والأمة إذا لم توحدها دماء أطفال غزة، فمتى تتوحد؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك