الثقافة تستمد حيويتها من القراءة والمشاهدة والاطلاع على واقع الاخرين ومن ثم كيف يبلور المثقف هذه الامور بتصرفات تجعله محل احترام وتقدير من قبل الجميع سواء كانوا متفقين او مختلفين معه .
واهم منبع ثقافي اليوم اصبح الاعلام والمواقع الاكثر متابعة ـ التواصل الاجتماعي ، ريلز ، تكتك ، قنوات اليوتيوب ، والتويتر ـ وهنا ليكن المتابع على دراية تامة في متابعة ما يزيد وينمي معلوماته التي لها الاثر الايجابي على شخصيته ومجتمعه ، وان يبتعد عن ما يعرض من تفاهات غايتها استهداف العقول التي تبحث عن ثقافة حقيقية .
انا شخصيا لا اتابع ما تتناقله الاخبار عن تصريحات ترامب او خطابات الكيان الصهيوني ، لانها مقززة ومستفزة ومشمئزة ، وانا اتابع موقع اليوتيوب لفت انتباهي قراءة وليس متابعة عنوان مقطع يوتيوب تصريح ترامب عن عضو الكونغرس العربية الصومالية المسلمة الهان عمر ـ يقول عنها وبالامس ( الهان عمر عبارة عن قمامة )، ولا يعلم ان الشرفاء لا يستبدلونه هو اصلا بحشفة قمامة لانهم يرون القمامة يمكن تدويرها ام هو فلا ، وزاد من تعاسة قرعة كاس العالم ان يظهر وسط البرنامج ليهذي بكلماته التي تؤكد وتؤيد انه عديم الثقافة
وتتناقل الاخبار مقتل ابو شباب ، التفاصيل وكيف قتل وما الى ذلك ، ثم ماذا ؟ ان علمت او جهلت ماذا ستستفيد من ذلك ؟ بالله عليكم هل يستحق هذا متابعة ؟
اما مقاطع الريلز والتكتك ومعها خبث الغباء الاصطناعي الذي يمنتج مقاطع صغيرة من الافلام الخالية اطلاقا من الذوق العام ولا تمت بصلة الى ثقافة كل شعوب العالم وهنالك الملايين الذين يتابعونها وهم يحصدون الارباح من مبالغ اشتراكهم بالنت ، هذه ثقافة ام غباء ؟
وعلى مستوى القراءة فان الفوضوية في التاليف والطباعة والنشر مع دور نشر متخصصة وبكفاءة عالية لترويج ثقافات معينة تحط من قيمة الانسان، وبالفعل يكون لها رواج واسع ، من اين ياتي هذا الرواج ؟ من عدم ادراك القارئ الكريم لما هو ينفعه في تنمية ثقافته ، لانه يعتقد بمجرد شراء كتب خصوصا الروايات بعناوين فضفاضة هي دليل على الثقافة!! .
من هب ودب يستطيع افتتاح قناة خاصة له ويبدا بطرح ما لديه من افكار بعضها بين التفاهة والسفاهة ، وبعضها بين الاستهداف والاستخفاف، والقلة منها لشخصيات تامل طرح مواضيع ثقافية سليمة لكن ليس له جمهور لانه اصلا ادارة الانترنيت خاضعة لاياد خبيثة ، ولا تسمح لمن ينهض بالثقافة بشكل سليم ان يكون له جمهور .
لاحظوا المعايير التي تتحدث عنها ادارة الفيسبوك بخصوص النشر، كل ما له رواج ثقافي ومتابعين احرار يجعلونهم ضمن الممنوعات .
واهم ما يحط من الثقافة عندما تعرض المواقع افلاما او مقاطع فديوية حقيقة فيها جرائم بحق الانسانية وحتى افلام تعذيب الانسان واهانته مهما يكن هذا الانسان، وطالما نحن في القرن الواحد والعشرين فالمفروض حتى المتهم او المجرم ومهما تكون جريمته هو عرضه على العدالة من غير اهانة وضرب .
لا اتابع اطلاقا اجتماعات وقرارات الامم المتحدة بكل منظماتها طالما هي العوبة بيد الخمسة الذين يستهزؤون بالعالم كل حسب مصلحته .
الانتخابات العراقية التي هي شان يخصنا لم اتابعها ولا اعلم من الذي فاز وحقيقة لم يفز احد لان بالمنطق والعقل من يفوز هو من يستلم الرئاسة في العراق لا يحصل هذا وحتى لا اتاثر واتعصب ، لا اتابع ( ابرد راس )ولنا النتيجة النهائية التي لا تختلف عن نتيجة 2006 على ما اتذكر
قمة الثقافة حتى وان لم تطلع على اية معلومات هي احترام الانسان مهما كان ومن أي بلد كان .
اخيرا له علاقة ولكن لمن يتنبه لها ، شاهدت افلاما امريكية قصتها هجوم على البيت الابيض او محاولة قتل الرئيس الامريكي وعندما يجري الحوار بين الذين يقومون بالهجوم او عند اختطافهم الرئيس يقولون له نحن نريد ان ننتقم من الجرائم التي ارتكبت بحق شعوبنا بسبب حروبكم ويعرضون له الادلة على ذلك ، وهذا المنطق هو حقيقة يعبر عن ما يختلج في صدور الاحرار ، لكنهم يجعلون دور المهاجمين فيه ارتكاب جرائم وحشية حتى يتعاطف المشاهد مع البيت الابيض ومع من يريد ان ينقذ الرئيس . هكذا يخدشون الثقافة وهو التشويه بعينه لكنه تحت عنوان عملية تجميل
https://telegram.me/buratha

