كتاب في الاسواق بعنوان ( نظام التفاهة تاليف د آلان دونو ترجمة د مشاعل عبد العزيز الهاجري ) وكتبت المترجمة عن فكرة الكتاب قائلة " ويدور موضوع هذا الكتاب حول فكرة محورية : نحن نعيش مرحلة تاريخية غير مسبوقة، تتعلق بسيادة نظام أدى تدريجياً، إلى سيطرة التافهين على جميع مفاصل نموذج الدولة الحديثة .
بذلك، وعبر العالم يلحظ المرء صعوداً غريباً لقواعد تتسم بالرداءة والانحطاط المعياريين: فتدهورت متطلبات الجودة العالية، وغيب الأداء الرفيع، وهمشت منظومات القيم، وبرزت الأذواق المنحطة، وأبعد الأكفاء"
من هنا اقول عندما يتسيد التافهون دفة الحكم من المؤكد جاءت سيادتهم بعدما تمكنت المؤسسات المعنية في بتفاهة الانتخابات والانقلابات والربيع العربي ان تهيء عقلية جمهور تافه حتى يتسيد عليه تافه ، والنتيجة الحتمية تتكون (ثقافة التفاهة) ، وهذه الثقافة اخذت صداها ومداها بفضل مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد قرات مقولة لشخص مثقف يقول (عند العرب اصبح الصعود الى كاس العالم انجاز ) ، صح لسانك هذه هي ترسبات الثقافة التافهة ، وعلى ضوء هذه المقولة ، تتناقل ماكنة التواصل الاجتماعي لنشر ثقافة التفاهة مقطعا لمشجع كروي سعودي يتهجم على كربلاء ولا اعلم ماذا يقصد باب كربلاء التي حطمها ؟ هل يقصد باب فاطمة عليها السلام ؟!!
هذه حقيقة ثقافة التفاهة التي يتمتع بها هكذا شعب يصرف الاموال حكومة وشعبا بين الرشاوي للاتحاد الاسيوي والسفر لحضور مباريات من اجل الصعود الى كاس العالم ، فان كان كاس العالم انجاز فعلى الصين السلام لانها حسب التصنيف العالمي للفيفا الصين تاتي بعد السعودية بينما على ارض الواقع يقدم ملك السعودية وولي عهده طلبا لفخامة رئيس الصين لزيارة السعودية وعقد قمتين على مستوى عال سعوديا وعربيا ، لا اعلم هل سيتحدث ولي العهد عن الانجاز الكروي الى كاس العالم ؟.
واما باب كربلاء فمهما كان القصد ولانه تافه لا يعلم تاريخ التفاهة الدموي عندما هجم اجداده على كربلاء قبل مئتي سنة ليحدث مجزرة دموية على غرار مجازر الصهاينة بحق الفلسطينيين ، ومضت السنون واليوم التاريخ ماذا يكتب عن كربلاء ؟ هو نفسه التاريخ وثق وثبت صفحة سوداء دموية باسم الوهابية السعودية .
قف انت الذي كسرت باب كربلاء وان كان اصلا يقصد كسر باب فاطمة عليها السلام ولكن فليكن فليقف يوم القيامة وهو يحمل بطاقة التاهيل الى كاس العالم ونقف نحن وبيدنا زيارة الحسين عليه السلام لنرى الى من تكون الغلبة عندها؟ .
عندما يكون التشجيع الرياضي بهذه العقلية وهي ضمن عقول طائفية واخرى سياسية وثالثة عرقية بحيث تتشنج اعصاب وعقول المشجعين لفريقين يتضادان بالقومية او العقيدة او السياسة وهكذا افكار هي من صلب ثقافة التفاهة بعينها ، هذا العالم الجبان الذي اتخذ قرارا بحرمان روسيا لانها اعتدت على اوكرانيا وهي في نفس الوقت تحتضن الكيان الصهيوني الذي اعتدى على فلسطين واحدث جرائم ما لم تقم به روسيا .
هذه هي التفاهة بعينها عندما ينظر المجتمع الدولي بعدة معايير متناقضة وتافهة في الحكم على الحدث والمحدث وهذا امر اصبح طبيعي اليوم بفضل تفشي ثقافة التفاهة .
لا اعلم لماذا لم تعترض الدول المشاركة بالملحق على قرار الاتحاد الاسيوي الذي جعل السعودية تلعب على ارضها وقطر كذلك ، هذه ثقافة التفاهة بعينها ، لان السعودية وقطر دفعوا المال للاتحاد الاسيوي والعراق متمثلا بالاتحاد العراقي تقبل هذه الحالة وجعلها طبيعية جدا ، اليست هذه ثقافة التفاهة بعينها عندما يتقبل الفرد ما لا يؤمن به ولا يقبله العقل اصلا وفيه ظلم عليه ؟ طبعا نسخة الى الامارات وعمان واندنوسيا حيث يحملون نفس الثقافة
https://telegram.me/buratha
