الموقف السعودي اتجاه القضية العربية المركزية وهي فلسطين ليتشعب منها عدة قضايا جنوب لبنان سوريا العراق ايران واليمن التي لم تكن في حساباتهم اطلاقا ، موقفهم هذا لم يكن وليد الساعة او لمستجدات انية ، كلا بل لاتفاقات تاريخية والمعروف عن الاستعمار البريطاني والارهاب الامريكي انه يخطط على المدى البعيد حتى ولو مئة سنة ، هذا ما لم يتصف به قادة العرب والمسلمين .
عودة للوراء الى المخدوع الشريف حسين عندما خدعته بريطانيا بانها ستجعله ملكا على العرب في نفس الوقت هي وقعت وضمنت ومنحت ال سعود الحجاز ونجد ، بينما الشريف حسين يرسل اولاده وانصاره لطرد العثمانيين من سوريا بقيادة فيصل ، وتمكن من ذلك ليس لقوتهم بل لغباء العثمانيين . وفي الوقت نفسه تم الغدر بفيصل الذي كان ثمن بلاهته ان يكون ملكا على سوريا فتم طرده بسبب الاستعمار الفرنسي ـ للمعلومة اقبح استعمار وحشي استعمر الوطن العربي هو الاستعمار الفرنسي ـ وبعد ان تم للانكليز هزيمة العثمانيين فكان وعد بلفور حاضرا وقد بصم ال سعود على بنوده وفي نفس الوقت اوجدوا الفكر الوهابي وهو التوأم للصهيونية او لنقل توأم بجسدين وراسين ملتصقين ما ان يفكر احدهما بالانفصال فيموت ويموت الاخر ، فلو تم القضاء على الوهابي يتم زوال الكيان ولو خسر الكيان حربه مع المقاومة تنتهي الوهابية .
اعود لفيصل ـ ملك العراق ـ الذي لا يفقه بالسياسة عقد اتفاق مع حاييم وايزمان رئيس الصهاينة على ان تكون فلسطين للصهاينة يقابله تنصيبه ملكا على العراق ، وكذلك عبد الله شقيق فيصل هو الاخر وقع على بيع فلسطين للصهاينة ونصب ملكا على الاردن ، وكان السبب في مجازر الصهاينة بحق الفلسطينيين ، واما الشريف حسين فقد تم نفيه الى قبرص وجعلوا الدينار حسرة عليه وكم من مرة دافع عنه حفيده طلال نجل عبد الله لكن بلا فائدة واخيرا عطفوا على الشريف حسين وسمحوا له ان يموت في الاردن .
هذا البناء الارهابي الاستخباراتي الذي بنته بريطانيا في الوطن العربي له تمويله وله رجاله ، فالرجال ال سعود ،والتمويل نفط المنطقة الشرقية في القطيف والاحساء التي يستوطنها الشيعة ، مداخلة بسيطة قرات عن الشيعة ان الانكليز عرضوا عليهم حكم المنطقة الشرقية مقابل املاءات فرفضوا تمسكا بالوحدة العربية ، وها هم اليوم يدفعون ثمن الوحدة العربية .
وعليه ان ما تقوم به السعودية اليوم من دور خبيث في لبنان لانها مصدر قوة وقلق للمخطط الصهيوني الذي ان تحقق ينعش امال ال سعود وحجر العثرة هو حزب الله وفي نفس الوقت عينها على الحشد الشعبي ، اما اليمن فقد جعلوه الورقة الاخيرة بعدما لقنتهم درسا بالشجاعة والتمسك بالعقيدة والوطن .
الاخبار تتحدث عن التمويل السعودي لاي عمل خبيث وارهابي في المنطقة بل لتمويل الصهيونية وهاهو مواطن ايطالي شريف فضح ال سعود وهم يشحنون على سفنهم اسلحة للصهيونية .
الان في لبنان مهما تكن نتيجة القرار السيء للعميلين عون ونواف فانه سيكون في صالح الصهيونية فان رضخ الحزب فهذا هو المطلوب وان رد الحزب يعني حربا اهلية وهذا ايضا هو المطلوب لتكون عصابات الجولاني على اهبة الاستعداد لاقتحام لبنان بدلا من الكيان الصهيوني .
الشارع اللبناني تجد فيه الشيعي والسني والمسيحي والدرزي يؤيد موقف حزب الله بينما موقف نواف يؤيده جماعة الكتائب جعجع وامثاله ، ولو ناقشتهم بالمنطق ستتلقى منهم الشتائم لانهم بلا ثقافة ، وحتى نواف لو احترقت لبنان لا يعنيه شيئا لانه اصلا ضامن وضعه المستقبلي واقامته في الغرب ان احترقت لبنان .
ومن هنا فان ال سعود من حقهم الوقوف مع الصهيونية لان مصيرهم مرتبط بهم وقد فضحهم د سعد الفقيه بما يخططون له في المنطقة وسبق لال رشيد في عدائهم لهم الا ان الاستعمار الانكليزي تتدخل وجعل الغلبة لال سعود ليكون ضمن ثمن بيع الشرف .
https://telegram.me/buratha
