المقالات

غزة أظهرت أكذوبة المثل الأخلاقية والحقوقية للغرب


 

 

لقد دخل العالم ما بعد الحرب العالمية الثانية بمرحلة جديدة تحمل مُثُل أخلاقية وحقوقية راقية تولى نشرها ونقلها الى كل أرجاء العالم إعلام الدول المنتصرة في الحرب (وخصوصاً أمريكا وبريطانيا وأوربا الغربية) ، ليظهر لشعوب العالم مدى نجاح النظام الرأسمالي في بناء المجتمعات ، وقد تبنت هذه المُثُل الكثير من الحقوق للفرد بصورة خاص والمجتمع بشكل عام كالحرية الشخصية والخصوصية الشخصية وحرية التعليم وحرية الرأي وتقرير المصير وحرية الاعتقاد وحرية التظاهر و حقوق الإنسان في تقرير المصير وكذلك حقوق الحيوان وغيرها من هذه الُمثُل ، وقد أشبعت الماكينة الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية بالإضافة الى صناعة الأفلام السينمائية الساحة الإعلامية العالمية بهذه المُثُل الأخلاقية وكذلك الحقوقية ، حتى اصبحت الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا الغربية المثال الذي يحتذى به في تبني هذه المثُل الأخلاقية والحقوقية ، فمن يريد ان يعطي أي مثال لتطبيق هذه المُثُل فمباشرة يأتي اسم أي دولة من دول أوربا الغربية او بريطانيا أو أمريكا لأنهم الوحيدون في العالم الذين قاموا بتطبيق هذه المثُل بصورة راقية ولا يمكن إنكارها بأي حال من الأحوال كما أظهرته الماكينة الإعلامية الغربية ؟؟؟؟، فغسلت الأدمغة وقاد العقل الجمعي الشباب وكل الطاقات من جميع بلدان العالم للتوجه الى الأراضي المثالية للعيش (أوربا الغربية وبريطانيا وأمريكا) لأنها تطبق أرقى مُثُل أخلاقية وحقوقية ، وبدا العالم في سباته المغطى بهذه الأفكار التي روج لها الإعلام الغربي المسيّطر على كل وسائل الإعلام العالمي حتى انتفضت غزة لتكسر سلاسل عبوديتها وتنهض واقفةً على أرجلها صارخةً أستيقضوا يا شعوب وتحرروا من سلاسل الخديعة التي تُقيّدكم ، فلا يوجد مثُل أخلاقية ولا حقوقية في العالم بل هي مجرد مصطلحات تستخدم في الحفاظ على مصالح الطبقات الحاكمة وإن تقاطعت مع هذه المصالح فسوف تضرب بعرض الحائط ، فقد أظهرت غزة للعالم قاطبة بالصوت والصورة الحية المباشرة وعلى جميع وسائل الاعلام أنه لا يوجد شيء أسمه حقوق حرية تقرير المصير أو العيش او الحريات الشخصية او حقوق الإنسان او حقوق المرأة او الطفل او حق التعبير او حق التظاهر وغيرها أي لا يوجد شيء أسمه مبدأ إنساني ، كل ما روجت له الحضارة الغربية من مُثُل أخلاقية وحقوقية دمرته وحطمته بل مزقت صورته الجميلة التي رسمتها للعالم لمدة ثمانين سنة هذه الحضارة بأسلحتها الفتاكة في أرض غزة ، وأثبتت غزة أن كل ما روجت له هذه الحضارة لعشرات السنين مجرد اكاذيب وإن طبقت بعض الأحيان فتطبق بصورة عنصرية ازدواجية حقيرة يشمئز منها الضمير الإنساني .

خضير العواد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك