روى كريستيان بينو ( 1904 ـ 1995) وزير خارجية فرنسا في مذكراته انه التقى بن جوريون قبل العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وابلغه انه قابل عبد الناصر وانه يحمل له اخبارا سارة فقد سمع من عبد الناصر ان المشاكل مع الكيان الصهيوني سوف يحلها الزمن وانه يركز كل جهوده على التنمية ورفع مستوى المعيشة في مصر
وكان رد بن جوريون ـ كما يقول بينو في مذكراته ـ هذا خبر سيء جدا للكيان الصهيوني فقد كان بن جوريون يرغب في اشعال نار الحرب في المنطقة لان تعطيل الحرب وقيام السلام معناه بقاء الكيان داخل المناطق التي حددتها اتفاقات الهدنة ( الحكام العرب في مذكرات زعماء وقادة زرجال المخابرات العالمية ص/17 )
هذه المعلومة تجسد الوضع الصهيوني اليوم وتبرر لنتن ياهو عدم وقفه الحرب مع غزة ... انتظر انه وافق على وقف اطلاق النار مع لبنان ... نعم وافق لاجل اشعال حرب في سوريا عبر المنظمات الارهابية في سوريا وتمارس تركيا العضو في مليشيا الناتو الدولية دورها بهذه الحرب مع الوجود غير الشرعي ولا القانوني للقوات الامريكية في سوريا ، نعم التجربة السابقة التي انتهت بهزيمة امريكا وحلفائها من دول الخليج على يد ايران وروسيا وجيش سوريا والحشد الشعبي العراقي وبقاء يشار الاسد.
اليوم يحاول نتن ياهو اعادة الكرة لاجل ديمومة بقاء الكيان مع توسعه في المنطقة وهو القائل لابد من تغيير خارطة الشرق الاوسط ، وهو القائل ايضا ان المعركة معركة وجود ، ولهذا لا يمكن ان يوافق نتن ياهو على وقف الحرب ، وهو الان يصرح بان الحرب لم تتوقف بل هدنة .
هنا اسال، الا يمكن ان يقوم نتن ياهو باطلاق مسيرة مشابهة لمسيرات لبنان ويقصف بها مستوطنة صهيونية ويقتل مستوطنين ليعلن ان حزب الله اخترق وقف اطلاق النار ؟، وعملية اثبات ان العملية من تدبير نتن ياهو لا تتم الا عبر الاقمار الصناعية وهذه بيد امريكا او الصحفي الشريف الباحث عن الحقيقة، سؤال اخر ، الا يمكن ان بعد مدة يعلن الكيان الصهيوني رفض اتفاقية وقف اطلاق النار كما هو حاله يرفض معاهدة اوسلو التي وقع عليها؟
احد وسطاء البيت الابيض ارسل رسالة عن طريق غير مباشر الى ايران قبل عملية الوعد الصادق 2 ان يطلب من ايران عدم الرد لان نتن ياهو يريد جر المنطقة الى حرب من خلال جر امريكا ونحن أي امريكا لا نريد الحرب ، لاحظوا تفاهة وسفاهة تبريراتهم وكأن امريكا لم تشعل الحروب في المنطقة من العراق الى سوريا الى لبنان الى اليمن الى اوكرانيا .
طبعا الوضع الصهيوني اليوم في العالم ليس كما هو قبل السابع من اكتوبر ولكن ما يحصل اليوم في محاولة بائسة وهي الحرب بالانابة ، وفي اعتقادهم ان التجربة السابقة في حربهم الارهابية على سوريا اعتقدوا بانهم سيستنزفون حزب الله ، ولكن بعد توقف الاعمال الارهابية اعترفوا بان الحزب خرج اقوى مما كان عليه قبل ان يدخل سوريا وهاهي قوته ارغمت الكيان على وقف العمليات البرية في جنوب لبنان ، اعادوا الكرة لاعتقادهم بان الحزب لايستطيع دعم سوريا لامرين انه ارهق في حربه مع الكيان والامر الاخر الموقف الداخلي للبنان من التدخل هذا . واما ايران والعراق فهما متوجدان في سوريا اضافة الى القاعدة الروسية العسكرية ، وهنا غاية امريكا من تاجيج هذه الحرب وذلك بعد فشلها في حرب اوكرانيا في اضعاف روسيا هذا اولا وثانيا تتوقع ادارة بايدن ان ترامب سيوقف دعم اوكرانيا ويعمل على ايقاف الحرب وهنا لابد من ايجاد جبهة اخرى لاشغال روسيا بها
الحروب سوق امريكية لترويج اسلحتهم وفرصة للكيان لقتل الابرياء
دائمة تدوم الحروب بالسلاح والعملاء وكلاهما وفرتها الصهيوامريكية على الارض العربية
https://telegram.me/buratha