المقالات

حفلات التخرج بين الجندر والهوية العراقية


بدر جاسم ||

 

يقيناً الكل يعرف أن من ضمن الأعراف والتقاليد الجامعية، هي احتفائها بطلابها بعد كل مرحلة نهائية، إلا أن الأمر اللافت للنظر هو خروج هذه الحفلات عن المألوف! عُرفاً، وتقاليداً، وأكاديمياً بل وحتى بروتوكولياً! حيث انزلقت في الأعوام الماضية إلى درك من التفاهة والسقوط والانحطاط الأخلاقي! مع تسليطٍ إعلاميٍّ مريب على تلك الحفلات، وكأن هناك يداً ترعى ذلك! وتقدمها إلى المجتمع كظاهرة عليه أن يتقبلها.

 

إن عمل حفلات التخرج بشكل مخلٍّ بالآداب؛ جاء نتيجة مخطط خبيث يهدف إلى ترسيخ ثقافة السقوط والانحطاط، وهذا ما تسعى إليه السفارة و(مجندريها) ناهيك عن ضعف التنظيم والرقابة الجامعية على تلك الحفلات، كذلك التسليط الإعلامي الذي يركز على الحفلات المبتذلة، ومحاولة تعميمها كصورة للجامعات العراقية من جهة، والمجتمع العراقي من جهة أخرى، إضافة إلى التعتيم على حفلات التخرج المحترمة والتي تُظهر أخلاق وتربية الطلاب، من حيث ملبسهم وفعاليات الحفلة الهادفة.

هذا العام كانت حفلات التخرج أفضل من الأعوام السابقة بكثير، بفضل ما قدمته العتبة العباسية المقدسة من رعاية أكبر حفل تخرج، حيث ضم ثلاثة آلاف طالبة متوشحة بالعباءة العراقية، عكس الصورة الحقيقية للمراة العراقية الملتزمة بدينها وشرفها وأخلاقها والبيئة التي خرجت منها، مما يدل على وعي الطلبة وتنظيم الكليات، ناهيك عن قيام كثير من الطلاب برفع صورة تعبر عن مدى حبهم وارتباطهم بصاحب الصورة، وكثيراً ما كانت هذه الصورة للإمام علي (عليه السلام) أو الشهداء القادة.

حفلات التخرج تعبر عن خلاصة ما أثرت به الكلية في وعي وعقلية وإدراك الطلاب، لذا لا بد أن تكون بشكل يعكس القيم والعلوم التي حملها الطلاب من الكلية، فهي بصمة تدل على ثقافة الطالب، ومن ثم عن نظام الكلية ونهجها.

 

وعليه نطالب الجهات المختصة بضبط ايقاع حفلات التخرج، وفق ضوابط الشرف والقيم والاخلاق والاعراف والتقاليد العراقية كمجتمع محافظ، بعيداً عن حفلات العهر والرقص والمجون، التي يحاول الاستكبار العالمي تسويقها لنا وفق أجندة الجندر والحرب الناعمة التي تستهدف بالأساس المرأة العراقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك