المقالات

الحشد صرح مقدس


 

عدنان السريح 

تكالبت علينا قوى الشر، من كل أصقاع الأرض تقيء علينا نتانة بطونها، فرمت ارض الموصل الحدباء بها، بكل ما تحمل من غدرا وإرهاب وقتل، مع من كان معها زنيم يترقب سطوتها ليكون معها، حتى بانت سؤتهم، فقتلوا ونكلوا واغتصبوا الأرض والعرض وشردوا؛ لا امرأة ثكلا ولا شيخ كبير ولا طفل صغير نجا من شرهم. 

جسدوا ما في أنفسهم وما كانت تضمر واعتدوا على كل شي، لم يتركوا أي مقدسا إلا نالوا منه، أو رمزا يعتقد به الناس، فهدموا قبور الأنبياء والأولياء، والمساجد والكنائس فجروها، إعتدوا على كل معتقد سماوي، كشفوا عما رسم لهم وهم ينفذون. 

لم تسلم منهم حتى الإيزيديات من الأقليات فقد ملئوا بهن الأرض، قتلوا رجالهم، واستحيوا نسائهم واستعبدوا أطفلهم، إلا من هرب منهم الى أعالي الجبال، فقتله البرد والجوع والعطش؛ يزعمون أنهم دولة وما هم إلا كيان إرهابي متوحش غادرا وفاجر. 

(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ-;- وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ-;- نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)سورة الحج آية 39 

فصدع الحق؛ (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) سورة الحجر آية 94 من رجل يسكن مدينة النجف الإشرف في الأزقة القديمة، بيت هو قبلة للعلم والعلماء، ينهل منه العالم كله علم وصدق وشجاعة وحلم، ونسل طاهر يمتد الى خاتم النبوة صلواته تعالى عليه. 

أطلق فتوى (الجهاد الواجب الكفائي). 

(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ-;- وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ-;- نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)سورة الحج آية 39. 

فزع شعبنا كأنهم بعثوا من القبور فزعا شديدا ملبين نداء المرجعية للجهاد، متشحين بالصبر والشجاعة، لابسين القلوب على الصدور، بغير دروع مخلصين صادقين، تركوا الأهل خلفهم لا يلتفتون لهم، فيهم من لم يبقي لأهله قوت يوم واحد وفيهم من اقترض أجرة الطريق، لا يثبطهم عما عزموا عليه شيء, حتى كان منهم من ترك زوجته وهو حديث العهد بها من أيام. 

يستذكرون موقف الإمام الحسين "عليه السلام" يوم الطف حين قال: ألا من ناصرا ينصرنا، ملبين نداء المرجعية، كان ذلك نداء لكل مظلوم يستصرخ الناس ويستنهضهم للوقوف بوجه كل ظالم، لا يحجبه الزمان ولا المكان، يسطرون أروع صفحات التاريخ تضحية وصبرا وشجاعة وإيثارا وإباء يعلمون العالم بإجمعه. 

منهم من يعطف على المرأة الكبيرة؛ ويحملها على ظهره لينقذها من نيران داعش، ومنهم من يحمل طفلة لينقذها؛ من خطر المعركة ونيران داعش، أو يُخرج من تحت الأنقاض طفل ويقبله رحمة له وعطفا عليه، منهم من يجلس أمام إمرأة كبيرة في السن نجت من الموت؛ يسقيها الماء ويطعمها بيده. 

تلك الفتوى وحدت شعبنا العراقي صفا واحد كأنهم بنيان مرصوص، سنة وشيعة مسحيين وأيزيدين، جميعهم ثاروا متوحدين، أمام قوى الشر والاستكبار العالمي، مشكلين جموع المقاتلين من قوات المتطوعين يساندون قوات الجيش والشرطة، لحماية الأرض والعرض والمقدسات؛ وتطهير ما سقط بيد داعش. 

لقد كانت فتوى الجهاد صرحا مقدس, بكل ما تحمله الكلمة من معنى (إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّد )سورة النمل اية44 

والصَّرْحُ البناء العالي عظيم يعانق السَّحاب. يجب علينا رد الجميل؛ لمن روى بدمه الطاهر ارض العراق؛ وان يٌشيد صرحا عملاق عظيم، بمستوى الفتوى المقدسة وتضحيات الشهداء وشعبنا العراقي، ليكون شاهدا للأجيال القادمة على جميل تضحيات أبطال العراق؛ في مدينة النجف الإشرف مركز إنطلاق الفتوى. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك