المقالات

محتجزوا رفحاء وجبر الضرر


سليم الرميثي

 

عندما تكون بين الحرمان والفقر والمطاردة والتغريب والتشريد وفراق الاحبة والوطن في الداخل والخارج كل ذلك لايقارن بمال قارون عند الأحرار فقط.. 

من يعرف معنى الانسانية لايقارن معاناتها بمال مهما كان مقداره..لكننا مع الأسف نعيش في زمن عبادة المال فقط. 

فمن كانوا داخل العراق عانوا ظروفا قاسية في المطاردة والاعتقال والتعذيب لهم. والرعب المستمر لأهليهم وكذلك الذين شُردوا وعانوا الغربة لم يكونوا طوال فترات غربتهم بعيدين عن الرعب والقلق على اهليهم وذويهم من المطاردة والملاحقة والاعتقال.. 

الراتب المتراكم الذي حصل عليه كل محتجز في رفحاء بشكل عام لايتجاوز ثلاثين مليون دينار مقابل مايقارب ثلاثين عاما من التهجير والغربة ومعاناتها..هذا معناه ان كل سنة قد تقاضى عنها كل محتجز مليون دينار عراقي ولو حسبناها سيظهر الراتب الشهري عن كل شهر لايتجاوز ال تسعين الف دينار عراقي فعن اي مبالغة يتحدث اولئك المفترون والمنافقون.. 

وهل هناك عاقل وحر يساوي بين المال وبين معاناة وتضحية الفقراء والمساكين الذين انتفضوا على طاغية كان يمارس كل انواع الظلم والبطش والتهميش خصوصا لابناء الوسط والجنوب.. 

اي مال هذا الذي يعيد لهؤلاء الناس شبابهم وكرامتهم التي اغتصبت لما يقارب النصف قرن منذ انقلاب البعث الفاجر عام 1968م وبعد تسلم الطاغية العاق المقبور السلطة عام 1979م والتي ضاعفت المعاناة والمصائب والحروب..وقتل ونكّل باحبتهم شر تنكيل..النظام الذي تجاوز كل نازيات العصور القديمة والحديثة في عنصريته وجبروته وطغيانه. 

أي جبر للضرر هذا وما قيمته امام معاناة استمرت ولازالت مستمرة الى يوما هذا وربما الآن هي أشد وأقسى لانها تخرج من افواه كنا نحسبها مع المظلوم وليس عليه.. 

خذوا كل الاموال وضعوها في جيوب الفاسدين واللصوص وأعيدوا للمظلومين مافقدوه من أعمارهم وكرامتهم التي مزقتها حروبكم وصراعاتكم الحزبية.. 

بدل ان تكرموا المحروم والمضطهد اصبحتم تحاربوه بكل الوسائل الخسيسة والخبيثة افعلوا ماشئتم فانكم والله لاتحصدوا سوى الخيبة لانكم مستمرون في تهميش المهمشين وظلم المظلومين ونهب خيرات الشعب المسكين.. 

السيد شهيد المحراب آية الله محمد باقر الحكيم رحمة الله عليه وقدست نفسه الزكية قال في محتجزي رفحاء قولته الشهير 

أهل رفحاء ويقصد المحتجزين آنذاك في مخبم رفحاء.. 

(أهل رفحاء هم أهلي وأحبتي وهم عشيرتي) 

وسمى رفحاء( برفحاء الصمود..رفحاء الصبر والعمل..رفحاء الجهاد في سبيل الله..رفحاء العلم والمعرفة..رفحاء التقتوى والتزكية) 

رحمة الله عليه لقد كان قائدا شجاعا وحكيما وفيا صادقا لشعبه ووطنه..وهنيئا له الشهادة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سليم الرميثي
2017-08-09
احسنت اخي العزيز خليل البصري..ياريت ترسل التسجيل على البريد الالكتروني خطاب السيد شهيد المحراب رحمة الله عليه ساكون لك ممتن ..خصوصا اذا لم يكن منشور سابقا..تحياتي ومحبتي لك
سليم الرميثي
2017-08-09
اخي العزيز سلام محمد العامري..شكرا لمرورك وتعليقك..اخي الكريم عندما نتحدث عن معاناة ومظلومية شريحة معينة هذا لايعني اننا ننسى او نتنكر لمظلومية شعبنا في الداخل نعم اخي العزيز لقد تعرض شعبنا خصوصا في الوسط والجنوب الى محن ومصائب كثيرة وكبيرة.. لكن لانه الحديث عن محتجزي رفحاء لذلك نحن نسلط الضوء على الموضوع..تذكر اخي ان هؤلاء عندما خرجوا لم يسلم اهليهم من الظلم والمطاردة داخل البلد من قبل جلاوزة صدام المقبور..وكل عائلة لها اقرباء او ابناء في رفحاء او في الخارج كانت تتعرض للاستدعاء من قبل الامن والفرق الحزبية وينالون الكثير من الاهانات والشتائم والضرب..لذلك كانت المعاناة والقلق مستمر طوال هجرتهم عن بلادهم..ومع كل ذلك قاسموا خبزتهم مع اهليهم واقاربهم وخففوا عن الكثير ايام الحصار..تحياتي لكم
خليل البصري / هولندا
2017-08-05
لدي تسجيل نادر لخطبة السيد الحكيم بمخيم رفحاء ,,مسجل بشريط منذ تقريبا 25 سنه ولا اعرف يشتغل ام لا ... ساحاول قريبا فتحه وسانشره باذن الله
سلام محمد العامري
2017-08-04
أتفق معك في معاناة أهالي رفحاء .. ولكن المطلوب هو المساواة بين أفراد الشعب العراقي , فقد كانت أيضا ولا نقل أنها أكبر بالنسبة لمن بفوا داخل العراق, وما تحملوه, مع ان المعاناة لا تقاس بالمال, إلا ان التعويض عن سنوات العناء والاضطهاد ماديا , لأجل الإحساس أن هناك من يفكر بهم بمساوات. وتحسين وضعهم الاقتصادي , للعيش بكرامة بعد الحرمان .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك