المقالات

في الذكرى السنوية للشهيد البخاتي؛ شتان بين ماركس والبخاتي

1420 2017-06-09

عمار العامري

   السياسة فيها وجهان؛ وجه حسن وآخر قبيح, أصحاب الوجه الحسن يسعون؛ لإعلاء كلمة الله تعالى, ورفع راية الإسلام, والذود عن الأوطان, والدفاع عن العقيدة, تراق دماؤهم, ويضحون بأنفسهم, لتحقيق أهدافهم؛ هكذا هم الصالحون, بينما أصحاب الوجه القبيح ليس لديهم سوى الشعارات, التي لا تغني ولا تسمن؛ كالتحرر والدين أفيون الشعوب.

   ما أصاب العراق؛ كان لأسباب عديدة منها, المباشرة وغير المباشرة, فالأخيرة؛ كانت نتيجة للصراعات السياسية, على خلفيات طائفية وحزبية, وتدخلات دولية وإقليمية, يبقى السبب المباشر؛ يكمن في سوء الإدارة, وتفشي الفساد, والاستفراد بالسلطة, وكان نتيجة لعدم الاستماع إلى الأصوات المعتدلة, التي تريد الخير للبلاد, ما جعل الكثير يتمادون ويؤيدون الطالح والفاسد, ويتركون الصالح والكفء, والمخلص المدافع عن الوطن أرضاً وشعباً.

   طيلة عقد ونيف على تغيير النظام السابق عام 2003, لم تستقر الأوضاع الداخلية في العراق, ما جعل الكل في دوامة الحركة والتزاحم, من أجل تحقيق أهداف وغايات تحملها المشاريع السياسية؛ كانت إسلامية أو لبرالية أو علمانية, إلا إن النزوات الشخصية بسبب النوازع الحزبية والمصالح الذاتية, فتحت الباب لتطاول معسكر الوصوليين, فسخروا كل إمكانياتهم لتحميل المشروع الإسلامي, أسباب دخول داعش للعراق.

   لتفنيد ذلك, نجد خطين متوازيين, الأول؛ يدافع عن العراق بدمائه, ويذود عنه بأمواله, أولئك أصحاب الوجه الحسن, والخط الأخر؛ لا وجود له في ميادين الدفاع عن الوطن, غايته الوصول إلى السلطة, واستلام مقاليد الحكم, شعارهم فقط؛ "باسم الدين باكَونة الحرامية", لذلك الفرق واضح بين الانتهازيين المدنيين, والإسلاميين المخلصين؛ كالسيد صالح البخاتي وزملائه, ممن كانوا وما زالوا, أوسمة على صدر الوطن.

   الشهيد البخاتي؛ لم يكن في حياته إنساناً عادياً, فليس من الساعين إلى التعلق بأستار الدنيا, إنما قضى حياته بين حقبتين؛ محارب شرس, ومعارض مسلح, لأشد الأنظمة دكتاتورية, وأقساها مرارة على العراقيين, والحقبة الثانية؛ قضاها سياسياً بعيداً عن الأضواء, وقائداً مجاهداً في ساحات المنازلة, ضد أعداء الإنسانية, وما كلماته التي أعلن فيها تحرير الصقلاوية, إلا شاهد حي على مسيرة حياته المشرقة.

   مقابل جهاد وصبر, وكفاح وقيادة البخاتي, تقف نماذج الوجه القبيح, والحقيقة ليس لديهم سوى الشتائم والسباب, واستهداف المشروع الإسلامي الوطني, عبر شعارات بالية, فشتان بين مشروع البخاتي؛ الساعي لبناء الدولة العصرية, ومشاريع الماركسيين الجدد؛ الداعين للإلحاد, والتفسخ المجتمعي, والتجاوز على حريات الآخرين, وبذلك أعادوا للأذهان؛ الانقلابات الدموية, ومقاصل الإعدامات, وسحل جثث المواطنين في الشوارع, نتيجة لانحراف المجتمع فكرياً وعقائدياً وأخلاقياً.

   لذا عندما نستذكر شهادة السيد صالح البخاتي السنوية؛ نعيد للذاكرة تاريخه الوطني, ومواقفه البطولية, ومشروع دولة العدل الإلهية, الذي ضحى لأجله؛ ليعطي بشهادته دروساً للأجيال, في تحرير الوطن, ونصرة المظلومين, تحت لواء المرجعية الدينية, وتقديم دمائه الزكية, لتبقى بغداد والنجف وكربلاء والرمادي والموصل والبصرة, والمحافظات الأخرى, شامخة أبية بوجه الطامعين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك