المقالات

ماذا يجري في المثلت العراقي السوري الأردني ؟

1213 2017-06-05

ابراهيم العبادي 

ما كادت قمة الرياض الامريكية الاسلامية تنهي اعمالها ويخف التركيز الاعلامي عليها ،حتى كان التطور العسكري الابرز في ساحة القتال ضد داعش ،وصول  قوات الحشد الشعبي الى منطقة الحدود العراقية السورية وتقدم الجيش السوري وحلفائه باتجاه البادية السورية انطلاقا من تدمر وريف حمص الشرقي محاولا الاقتراب  من منطقة التنف والمنفذ الحدودي العراقي السوري . قبلها بايام كان الامريكان يتدخلون بقصف جوي مباشر للقوات السورية وماقيل يومها عن (ميليشيا) متحالفة مدعومة ايرانيا ،تطلب الامر ضربها  لايقاف تقدمها باتجاه التنف  ولمنع استراتيجية التواصل بين اجزاء محور( الممانعة )وصولا لتحقيق الهلال الشيعي الذي كانت قمة الرياض تسعى من بين اهداف كثيرة لمنع تحققه  ،

لانه سيكون خطرا محتملا على الاردن وتهديدا استراتيجيا لاسرائيل ومكسبا حيويا للقوى التي قاتلت داعش وهي على غير وفاق مع التحالف الدولي المحارب له  ،بما يعني ان هذا التطور العسكري سيصيب  سياسات محاربي داعش بتشظ خطير ويكشف اختلاف الدوافع والغايات من هذا الحلف الهش الذي دخلت فيه قوى عربية وهي لا تبغي منه سوى تجريد ايران وحلفائها من الفوز بشرف مقاتلة داعش على الارض ، وحتى لا يقال ان من وقف عمليا ضد تمدد قوى الارهاب الداعشي والقاعدي وكسب معارك كبرى هم المحور الموازي للمحور الذي حضر الى الرياض .

الخلاف السعودي الاماراتي القطري الذي تفجر غداة انفضاض قمة الرياض كشف عن تصدع خطير في وحدة الصف التي اريد لها ان تكون (حازمة) في مواجهة المحور الايراني وحلفائه ،فمثلما كشفت شراسة الاختلاف وتداعياته اختلافا عميقا في الرؤية المفترضة لمواجهة استحقاقات ما بعد داعش امريكيا وسعوديا واماراتيا في المنطقة ،فان قطر التي حرصت على تمايز الدور والرؤية والمصالح وجدت نفسها تساق خلافا لما رسمته لنفسها من سياسة واستراتيجية وراحت توجه الرسائل لتتفادى الدخول في صراع محوري خطير ومكلف يجعلها في مواجهة ايران وهي التي عرفت كيف تدير  اختلاف الدور والمصالح مع طهران دون ان تخسر علاقاتها الودية وخيوطها  السرية .

معركة المثلث العراقي السوري الاردني جسدت الى حد بعيد اختلاط وتناقض المصالح والرؤى وتقاربها وتباعدها كلما تحقق على الارض مكسب عسكري يترجم نفسه نصرا استراتيجيا ،فمثلما يريد العراق الانتهاء من معركة الموصل بسرعة ومسك حدوده مع سوريا التي كانت الخاصرة الرخوة التي دخل منها الارهاب وجحافله الممولة سرا باموال النفط ،فان تحويل هذه المنطقة الى ساحة قوة عسكرية ومكسب استراتيجي بيد الحشد الشعبي سيثير قلقا عارما في الدوائر العسكرية واوساط المحللين الاستراتيجيين وراسمي السياسات المستقبلية ،اذ انه اعتبر تحولا هادئا ولافتا سيحقق نتائج سياسية وعسكرية كبيرة  في المستقبل القريب والبعيد عندما لا يعود بوسع اطراف تحالف الرياض التاثير كثيرا في رسم خريطة القوى المتحكمة في هذه المنطقة التي يسميها اعلام التحالف منطقة النفوذ الاخطر للمحور الايراني .قلق اسرائيل وواشنطن ولندن وعمان من هذه التطورات لن تخفف منه منطقة (منع الاشتباك) التي اقامها الامريكان لتاخير وصول طلائع القوات المتقدمة من داخل سوريا باتجاه التنف ،ولن يؤخرها تباطؤ الحشد الشعبي في الوصول الى منطقة الوليد والبوكمال، فالمعركة الاهم  بعد تحرير الموصل ستكون القضاء على حرية الحركة للارهابيين في هذه المنطقة الصحراوية ووقف كل تهديد منها وهو تحول جوهري سيكسب منه العراق كثيرا كما ستكسب سوريا الدولة وحلفاؤها، اي ان هذه المعركة سجلت انتصارا كبيرا للمحور الايراني المدعوم روسيا والمهجو عربيا واسلاميا وامريكيا ،كما ارادت له قمة الرياض وما سبقها .

يبدو ان تسابق الاستراتيجيات سيجعل الصراع في المنطقة متعدد المحاور والاتجاهات ،وهو يدور على تخوم الخزان الفكري والمالي الذي انتشر الارهاب بمفاعيله ،واول اختبارات قدرة محور الرياض واشنطن ابوظبي على الفعل ستكون باتجاه قطر، فمن الرابح؟ سيكون العراق مختبر تقاطع الاستراتيجيات ،بين من يريد للدولة والحكومة ان تكون قوية وحازمة وحذرة في سياسة عدم الدخول في المحاور، وبين من لا يحسب حسابا لمواقف الاخرين  وربما يستفزها بفعل او تصريح اختبارا او اهمالا وسهوا ،مما يستدعي حذرا مضاعفا لان هناك من لا يريد للنصر العسكري العراقي ان يكون  رافعة للدولة كي تعيد بناء سياستها الداخلية واستراتيجيتها الامنية وتوظيف نصر الموصل نحو تجاوز معضلة الانقسام الداخلي التي كانت احد اهم اسباب تحول داعش الى قوة عسكرية على الارض .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك