المقالات

الولايات المتحدة وتركيا عرفت عن امتلاك داعش للأسلحة الكيميائية منذ زمن طويل

879 2017-04-21

مريام الحجاب 

في الآونة الأخيرة زادت حالات استخدام الأسلحة الكيميائية على أراضي سورية والعراق. إذا كان الحادث في خان شيخون السورية مسرحية تمثيلية من أجل اتهام القوات الحكومية السورية بالتورط في الهجوم الكيميائي عليها فحسب بل يختلف الوضع في الموصل العراقية حيث إرهابيو داعش وقعوا في المأزق وقرروا استخدام الأسلحة الكيميائية غاز الكلور وغاز الخردل ضد القوات العراقية بنشاط. 

ظهرت التقارير الأولى عن عمل مسلحي داعش في مجال انتاج الأسلحة الكيميائية في نوفمبر عام 2015. ثم قالت وكالة أنباء أسوشيتد برس نقلا عن المعلومات الواردة من ممثلي المخابرات الأمريكية والعراقية إنه شارك الإرهابيون في تطوير المواد الكيميائية السامة وجذبوا المتخصصين المؤهلين تأهيلا عاليا من سورية والعراق والدول الأخرى في الشرق الأوسط. 

من المعروف أن تنظيم "الدولة الإسلامية" استخدم الأسلحة الكيميائية في أنحاء مختلفة من سورية والعراق مرارا وتكرارا منذ ظهوره. على وجه الخصوص استخدم الإرهابيون الغاز السام ضد الجيش السوري في دير الزور في أبريل عام 2016 وفي حي الشيخ مقصود بمدينة حلب في مارس وأبريل عام 2016. 

نفذ إرهابيو داعش الهجمات الكيميائية في مدينة الموصل العراقية عشرات مرات. في نوفمبر عام 2016 نشرت مؤسسة "IHS للأبحاث وتحاليل الصراعات" تقريرا جاء فيه أن الدولة الإسلامية استخدمت الأسلحة الكيميائية 52 مرة على الأقل منذ بداية عام 2014 حتى نوفمبر 2016. 

في البداية استخدم الإرهابيون غاز الكلور وهو يعتبر أسلحة مرتجلة الصنع واستخدامه عادة لا يؤدي إلى الموت. وخلافا من الكلور تعتبر غازات السارين والخردل المواد الكيميائية السامة وإنتاجها يطلب توفر المعدات الصناعية اللازمة والمتخصصين المؤهلين. 

في هذا الصدد وفقا لمسؤولين عراقيين وأمريكيين كبار استولى مسلحو داعش على مختبر جامعة الموصل في عام 2015 واستخدموه لتطوير الأسلحة الكيميائية. وأكد الخبير الكيميائي السوري نوري بريمو في لقاء خاص مع "أخبار الآن"16 يناير عام 2017 توفر عند الإرهابيين قدرة على صناعة أسلحة كيميائية أكثر تطوراً في مختبر جامعة الموصل. 

وفي الوقت نفسه كانت دول حلف ناتو عرفت عن امتلاك داعش للأسلحة الكيميائية ولكن حاولت لإخفاء ذلك بعناية في الآونة الأخيرة. اعترف مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان في فبراير 2016 أن تنظيم "الدولة الإسلامية" قادر على صنع ذخائر كيميائية. في دورها اتهمت تركيا عضو آخر في حلف ناتو خلال عملية "الدرع الفرات" للمرة الأولى في نوفمبر 2016 الجهاديين في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المعارضة السورية في شمال سورية وبالتالي هذا تؤكد توفرها عند داعش. 

منذ الأيام القليلة أكد مصدر في الأركان العامة للقوات المسلحة التركية الذي طلب عدم الكشف عن اسمه للمركز الإعلامي "سورية. النظر من الداخل" تقارير وسائل الإعلام عن تعرض الجيش العراقي للهجوم الكيميائي من قبل داعش في سياق عملية تحرير الموصل. على وجه الخصوص15 أبريل عام 2017 في غرب الموصل قصف مسلحو "الدولة الإسلامية" بقذائف الهاون التي تحتوي على مواد سامة من نوع غير معروف. 

في هذه الحالة نتيجةً للهجوم الكيميائي في الموصل تعرضت سبعة من ضباط الشرطة العراقية اللذين تم نقلهم إلى المستشفى مع أعراض الاختناق، دمعان العين واحمرار شديد في الجلد. 

وأضاف مصدر في الاركان العامة للقوات المسلحة التركية أنه من المتوقع في المستقبل القريب سيتم إرسال مستشارين عسكريين إلى العراق الذين شاركوا في تدريب مقاتلي الجيش السوري الحر بالتعاون مع ممثلي قوات العمليات الخاصة الأمريكية في مدينة الباب. وقال العسكري التركي إن شملت دراسة طرق وأساليب تحديد وجود مواد سامة في الهواء واستخدام معدات الوقاية الشخصية. 

من الواضح أن دول حلف ناتو مطلعة جيدا عن توفر الأسلحة الكيميائية عند داعش في أراضي سورية والعراق. لكن في ضوء الأحداث الأخيرة تحاول إخفاء من المجتمع الدولي قدرات الإرهابيين على انتاج المواد الكيميائية السامة واستخدامها وبيعها إلى الجماعات المتطرفة الأخرى العاملة في المنطقة. هذا لا يطابق للاتهامات الأمريكية والتركية غير المؤكدة بأن الحكومة السورية تحمل مسؤولية عن الهجوم الكيميائي في خان شيخون الذي تم نشره في وسائل الإعلام بالشكل الواسع خلافا من أخبار عن أحداث في الموصل. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك