المقالات

تغييب ذكراك مؤامرة على تاريخ التشيع

1088 2017-03-26

لا أريد أن أغالي؛ في اختزال تاريخ التشيع السياسي, بالنصف الثاني من القرن العشرين, في أسرة آل الحكيم؛ ولكن لابد من إنصاف تلك الأسرة, حسب معايير التقييم الموضوعي, والمعمول فيه بكل دول العالم, لاسيما الإسلامي, من حيث التضحيات والدماء, والأطروحات والبرامج, التي تخدم الإسلام العقائدي, وتدافع عن مصالح الأمة العليا.

الكل متفق بعد محاولة تغييب دور المرجعية الدينية, خلال عقدين من الزمن, عقب إعلان الحكم الملكي في العراق, لم تنهض المرجعية العليا, إلا بعد موقف الإمام محسن الحكيم؛ الرافض لاستقبال الملك, ورئيس الوزراء عام 1947, بعدما تقاعست الحكومة في تنفيذ المطالب الخدمية, لمواطني النجف المرفوعة من قبل المرجع الأعلى عام 1946, ما جعل المرجعية تقف موقفاً حازماً, بوجه السلطة آنذاك.

لم يقف سياسي من سياسيي العراق إطلاقاً, إماماً لصلاة الجمعة, كما وقف شهيد المحراب؛ متحدياً نظام الطاغية صدام, بكلمته المعروفة "هيهات منا الذلة", غيره غير أسمه واستخدم الكُنى, إلا الحكيم ذاك هو الحكيم, فغيره لم تساق أطفاله ونسائه ورجاله, لمقاصل الإعدام, ودهاليز السجون, مقابل التنازل عن مشروعه؛ الذي نهض وهاجر واستشهد من اجله؛ الإسلام أولاً, العراق ثانياً, بناء الدولة ثالثاً.

أول القيادات الإسلامية الشيعية؛ يدعون إلى تنظيم الأمة لنفسها, بناء على وصية الإمام علي "ع", ثم طالبوا بأن يكون الحكم مدني في العراق, بعد هيمنة العسكر لمدة عشرة سنوات, أبان حكم عبد الرحمن عارف, وفضحوا أفكار حزب البعث منذ الأيام الأولى لانقلابهم الأسود, وطرحوا العديد من المشاريع الوحدوية للدولة والمذهب, ومستمرين بذلك, بينما غيرهم لا يسعى إلا لبناء حزبه وكيانه.

ما بعد عام 2003, لم نسمع أطروحة أو مشروع سياسي, لعراق ما بعد صدام, سوى ما طرحه الحكيم نفسه؛ انتخابات ودستور وطاعة للمرجعية الدينية, فحصل ما حصل, وتخلف إخوان المذهب عن وعودهم, فعارضوا الأقاليم عندما طرحها, وبسبب سياساتهم الفاشلة, اليوم ندفع شبابنا شهداء وجرحى, ونقترض بالأجل بعدما تبددت الأموال, وضاعت الميزانيات, وشقت عصى المذهب على أياديهم, وتمزق البلد في حكوماتهم.

ألم تكن كل هذه مخططات مدروسة, ليس ضد عائلة آل الحكيم فحسب, أنما ضد المذهب تحديداً, والعراق معاً, فمن أكثر عطاء ودماء ومواقف من هذه الأسرة الكريمة؟ إذا كنت مخطئ, فليجيب من لديه الجواب, من وقف بوجه البعث نظام وأشخاص؟ أكثر مما وقف آل الحكيم, بإعداد الشهداء والمخيبين والسجناء, ألم يكن تغيبهم بعدما تحرر العراق, هدف مرسومة معالمه قبل التغيير؟.

لا استبعد إن ما حدث, ويحدث ضد آل الحكيم, في أيام حزب البعث, وبعد سقوط البعث, في ظل سيطرة حكومية شبة تامة للأحزاب والتيارات الشيعية, هو مؤامرة خبيثة؛ حيكت خيوطها على أيادي تعرف ما تفعل, وتشخص من المؤثر, فتغييب ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم, تمثل غاية التأمر, والاستهداف السياسي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك