المقالات

شهادة صديق لشهيد صديق

1065 2017-03-08

عمار العامري    رحلة بدأت منذ طفولته؛ كان مميز في إخلافه الحميدة, وصفات السامية, أنيس لأصدقاه, قريب من الجميع, ما جعله محبوب بين أهله, وأبناء جيله, طامحاً في نيل المعالي, ساعياً للوصول الى الدرجات الرفيعة, عندما بلغ الكبر؛ أخذ تفكيره يكبر, فأختار الحق, وركب جادته, وسار فيها, رغم المخاطر, حتى نال درجة الشهادة.
   ذلك هو صديق العزيز, والأخ الغالي, الشهيد السعيد حسين عجمي البركي؛ عاصرناه منذ طفولته؛ ترعرعنا سوية في الحياة شاقة صعبة, فكان نعم الخليل الواعي, والشاب المهذب, ولد في محافظة السماوة, ناحية السوير, بين ظهراني عشيرته "الكواشي", عام 1975, الأبن السادس لأبيه, فأنشى يحمل النباهة والإقدام, تزوج من بنت عمه, فرزق منها خمسة أطفال, أكبر أبناءه "علي" ذو أثنى عشر عاماً.
   منذ مقتبل عمره, كان متمسك بمبادئ أهل البيت "ع", واثقاً بمنهج المرجعية الدينية, رغم مصاعب الحياة, وضيق مصادر العيش, بالتسعينات من القرن الماضي, لم تؤثر على تربيته, ونمو مداركه العقلية, أجبرته الحياة المعيشية على السفر الى الاردن, عندما أصبحت الهجرة جماعية, طلباً للرزق, وهرباً من بطش النظام السابق بالعراق, حتى التغيير عام 2003, عاد ليبدأ حياته من جديد في وطنه.
   بعدما فتحت وزارة الداخلية, أبوابها كان من أوائل المنتسبين لها, طيلت ثمان سنوات, لكن ما حدث بعد سقوط الموصل صيف عام 2014, لم تقيده التعليمات الوظيفية, كان سباقاً في تلبية نداء المرجعية الدينية, التحق بقاطع حزام بغداد, تحديداً في معارك تحرير الضابطية والشيخ عامر, مع سرايا عاشوراء, فترك بصمة يعتز فيها كل من عرفه عن قرب, لاسيما مجاهدي فوج المثنى.
عندما حاصرت زمرة من الارهابيين مقر المجاهدين, الذين كان معهم في أحد الليالي, وأحرقوا الطريق السالك بينهم وبين مقر الفوج, كان الشهيد حسين؛ صاحب البطولة, والموقف الجريء, بفك الطريق لزملائه, وإخراج من كان بمعيته, بدون أن يصاب احداً منهم, وعندما حاول الارهابيين إيقافه, بعدما خدعوه بكلمة السر, تمكن من التخلص منهم بأعجوبة, وهناك مواقف مشرفة كثيرة, خلال مشاركاته بمعارك التحرير.
   شارك في معارك تحرير بيجي, والصينية وجزيرة الخالدية والصقلاوية, واخيراً في معارك تحرير الموصل, ضمن قاطع لواء العصائب بمنطقة تل عبطة, كان قائد لمجموعة من المجاهدين, لتحرير القرى المتاخمة لتلعفر, وأثناء إداء الواجب المقدس, تصادمت مجموعته مع إفراد من الزمر الارهابية, وبعد تحرير العديد من المنازل, وقتل الارهابيين وهروب أخرين, وخلال تلك العملية, أصيب بإطلاقة أستشهد على أثرها, مضرجاً بدمائه.
   ليرحل بعد عمر أفناه بالكفاح من أجل مواجهة مصاعب الحياة, وجهاد مدافعاً فيه عن العقيدة والوطن, تلبية لنداء الإمام السيستاني؛ هكذا كان من تربى على الولاء لدينه ومذهبه, محامياً عن أرضه وعرضه, كبير في تفكيره, واسع في مخيلته, طالباً للشهادة, فدون أسمه بسجل شهداء العراق, بكل فخراً واعتزاز شهيد الفتوى.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك