المقالات

زيارة الجبير وتراجع المشروع السعودي

1085 2017-02-27

عمار العامري    زيارة الجبير الى بغداد؛ رغم أهميتها الا انها لم يعلن عنها في الوهلة الاولى, فأول مسؤول سعودي رفيع المستوى يزور العراق, بعد تغيير النظام السابق, قطعاً كان للتوتر الطائفي الداخلي والاقليمي, الاثر البالغ في تردي العلاقات العراقية السعودية, الزيارة جاءت على اعتاب دحر الارهاب في العراق, وانحسار الموقف الداعم له.
   كان لتحركات السفير السعودي الاسبق في بغداد, وتحفظات السياسة العراقية عليه, انعكاسات جعلت من العراق غير راغب بفتح صفحة جديدة, لاسيما وإن العلاقات قد باتت شبه منقطعة, خاصة بعد الاحتقان الداخلي, ودعم الجماعات الارهابية, كان للسعودية دور واضح فيه, ما جعل المنطقة الغربية بالعراق ضحية لسياسات عدوانية من قبل الجارة, في سعي لتحويل العراق الى قندهار أخرى, ضمن المشروع الاقليمي.
   السعودية؛ بعد التقدم الذي احرزته القوات الامنية العراقية في عمليات تحرير الموصل, وقرب نهاية التواجد الارهابي فيه, وتشتت الصوت السني في العراق, وتدافع الدوائر الاقليمية السنية على دعم المشروع الموحد لأبناء السنة, لاسيما انقرة والدوحة والرياض والقاهرة, سبقت بقية تلك الدول, لتقوم بدور الاب الجامع للسنة, من خلال ترميم العلاقات الثنائية مع الحكومة العراقية, تدخل من خلالها بالتقرب المحافظات الغربية.
   ربما الشكوك تحوم حول نوايا الرياض, لكن هناك عروض مغربية تقدمت بها, بالمقابل تسعى لتحقيق غايات سياسية معينة, أهم تلك العروض إعادة المدن والمحافظات المحررة, والتي تتفاوت نسب دمارها, نتيجة الحرب ضد الارهاب, وهذا بحد ذاته اغراء كبير تتقدم به السعودية, تتحمل خلاله أعباء كبيرة ترهق الميزانية العراقية كثيراً, اذا ما عمرت الاضرار الحربية, والبنية التحتية, المدمرة تماماً بالموصل والانبار.
   الحرب في سوريا واليمن, وتسوية الخلافات في المنطقة عامة, كان من الملفات الهامة في زيارة الجبير, فالسعودية فشلت في دعمها للعصابات الارهابية, وشنها لحروب عبثية, ما جعلها تتراجع عن تلك الورقة الخاسرة, لذا تحاول جعل التسوية ورقة استراتيجية, تسعى فيها لحفظ ماء وجهها, أثر سعيها الحثيث لحرق المنطقة, ما جعلها تسعى لاستقرار اكثر في المنطقة, وضبط حدودها من دول الجوار.
   بعدما فشلت الاطراف السنية في العراق, من لملمت نفسها, وتسويق فريق يمثلها في أعادة اوضاع البلاد الى سابق عهدها, لاسيما بعد فشل مؤتمر جنيف الاخير, اضطلعت الرياض لان تكون الداعم لتقديم واجهة تمثل المحافظات الغربية, على إن تبقى هي الراعي لسنة العراق, في سعي حثيث لإنجاح مشروع الاقليم السني المزعوم, خاصة وإن الخلاف السني الداخلي, هو نتاج للصراع المناطقي هناك.
   الحكومة العراقية؛ التي رحبت بالجبير, بيدها بوصلة تحديد المواقف, والعلاقات بين الطرفين, فالعراق اليوم يمثل القوي المنتصر, وهذا لم يأتي عن فراغ, إنما عن تضحيات جسيمة, فلا يمكن التفريط فيها, ولكن يمكن إن تقدم الاولويات, وأهمها اعتماد مبدأ التعايش السلمي, وتسوية الخلافات السياسية والمجتمعية, وتحديد العلاقات بين العراق, ودول الجوار.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك