المقالات

اذبحوا البقرة ولاتكونوا كبني اسرائيل

1584 2014-04-29

عبد الكاظم حسن الجابري

يمثل القصص القرآني منهلا مهما للحياة الإنسانية فالقران الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, باقي ما بقي الدهر.
القصص القراني يعطي دروسا مهمة, تفيد المجتمع لكي يرتقي نحو الافضل والأكمل.
ففي سياق القصص القرآني, يذكر القرآن الكريم قصة البقرة, وكيف انه أمر بني اسرائيل بذبح بقرة, "إن الله يأمركم ان تذبحوا بقرة", ولم يحدد الحق تعالى نوع وماهية تلك البقرة, فلو قام بني اسرائيل بذبح اي بقرة, لانتهى الامر ورفع التكليف.
لكن بني اسرائيل, وبسبب نواياهم السيئة, طلبوا ايضاحات تفصيلية, فلما تشددوا على أنفسهم, شدّدَ الله عليهم في المواصفات, فطلبوا لون ومواصفات البقرة, حتى ضيقوا الأمر على انفسهم, وصارت مواصفات تلك البقرة معضلة كبيرة لبني اسرائيل.
هذا المثل والقصص ينقلنا لواقعنا اليوم, وخصوصا اننا مقبلين على عملية انتخابية مهمة, قد تغيير وجه العراق للمستقبل القادم.
فالمرجعية الدينية, وهي الوارث الشرعي لسيرة النبي والمعصوم عليهم السلام, طالبت بالتغيير, وقالت المرجعية في بياناتها بضرورة التغيير, وعدم انتخاب الفاسد, وعدم تجريب المجرب, وعدم انتخاب من ينظر مصلحة حزبه فقط.
ويبدوا ان المطالبة بالتغيير, من قبل المرجعية ومضاف لها عدم استقبالها للشخصيات الحكومية, دليل على عدم رضاها عن هذه التشكيلة, فمن غير المعقول ان المرجعية الرشيدة وهي مؤسسة العلم والعقل, تطالب بالتغيير ان كان الواقع الحالي سليما.
ان مطالب المرجعية واضحة, ولا تحتاج تأويلات او تكهنات, فالبعض اخذ بالتخرص والتقَوّلِ على المرجعية, بأنها غير واضحة وان المرجعية, ماذا تقصد؟ وماذا تريد؟ كل هذا التشدد في فهم راي المرجعية, يذكرنا بموقف بني اسرائيل, في قضية البقرة.
موقف المرجعية لا يحتاج الى تأويلات, فالأمر واضح, وكما يقول علماء الاصول "توضيح الواضحات من اشكل الاشكاليات"
المرجعية طالبت بالتغيير ووضعت محاور مهمة لذلك, وهذا الامر مفروغ منه, وعلى الناخب والمكلف ان ينظر ويقرأ مواقف المرجعية الابوية دائما, من خلال التلميح وليس التصريح, فالمرجعية في الوقت الراهن ترى ان المصلحة في عدم التصريح, وعلينا كأتباع لتلك المرجعية ان نفهم ما تريده من خلال تلميحاتها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك