المقالات

التهجير القسري.. ضياع هيبة الدولة

3356 20:52:00 2006-03-27

ففي الاسابيع الماضية تم تهجير المئات من العوائل المقيمة في مناطق الاعظمية الى محافظة الديوانية وقبلها من مناطق المحمودية واللطيفية والحصوة الى محافظات كربلاء والنجف واخرى من مناطق المدائن الى واسط وهلم جرا ( بقلم : د.ابراهيم بحر العلوم)

على مدى العقود الثلاثة الماضية عانى العراقيون من سياسات الاضطهاد الطائفي والقومي ضمن منهج شوفيني اتبعه النظام المباد لتنفيذ مآربه لغير المشروعة. وكانت من ابرز وجوه تلكم السياسات القمعية التي اضطلع بها النظام . سياسات التهجير القسرية لتغيير الخارطة الديمغرافية وشهدت البلاد منذ السبعينيات تهجير الموجات البشرية خارج حدود الوطن والاستيلاء على ممتلكاتهم ووثائقهم وفي محور اخر عانى العراقيون من سياسات الترحيل والتهجير الداخلي. وتمنى العراقيون اسدال الستار على هذا الواقع المرير والعمل على معالجة اثاره ومع الاسف ما نراه اليوم وبعد ثلاث سنوات من سقوط النظام المباد عودة ازلام النظام لاعادة عقارب الساعة الى الوراء من خلال الاستمرار بالسياسات نفسها والبدء بحملات التهجير القسري من محاور مختلفة ليجد المئات من العوائل العراقية اليوم جراء التهديد بلا مأوى او في احسن الاحوال في مخيمات تترامى في اطراف محافظات الفرات الاوسط.

ففي الاسابيع الماضية تم تهجير المئات من العوائل المقيمة في مناطق الاعظمية الى محافظة الديوانية وقبلها من مناطق المحمودية واللطيفية والحصوة الى محافظات كربلاء والنجف واخرى من مناطق المدائن الى واسط وهلم جرا. ماذا يعني ذلك؟ ولماذا يتم ذلك امام اعين المسؤولين ولم يشعر المواطن بخطوات جادة لايقاف هذا المسلسل والانكى من ذلك عدم القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة لتوفير الحماية وتتحول الحكومة من دور الحامي للمواطن لتمارس دورها كمنظمة انسانية لتوفير الغذاء والدواء للمهجرين. انه حقا ضياع لهيبة الدولة وغياب للأمن ان استمرار موجات التهجير القسري داخل الوطن مؤشر على عدم امكانية الدولة في حماية ابنائها فبدلا من ان تعمد الى توفير المستلزمات الأمنية لضمان وجودهم في مناطق سكناهم تلجأ الحكومة الى تخصيص نصف مليار دينار كمعونات لا شك انها خطوة في الاتجاه الصحيح ولكنها لا تؤمن لوحدها رعاية الدولة لحقوق المواطنة والغريب ايضا ان تنأى الكتل البرلمانية عن مناقشة مثل هذه القضايا التي تفتت وحدة الشعب بينما تسعى للحديث عن مبادئ لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

ان تغييب هذه المأساة عن الاعلام العراقي امر يستحق التأمل وغيابه عن طاولة المباحثات السياسية امر يدفع بالمخلصين الى التذكير ببذل اقصى الجهود لايقاف المسلسل الهادف الى تمزيق العراق وتفتيت وحدته علينا تسليط الاضواء الكاشفة بشكل يمكننا من تلافي الامر قبل ان يستفحل تاركا بصماته الموجعة على ارض الرافدين. ولا خيار لنا الا ان نقاتل من اجل ابقاء العراق بعيدا عن المنحى الطائفي الذي يجرنا اليه اعداؤه، انه تحد يواجه الدولة ورموزها وامتحان تأهيلي لمعرفة قدرة ايماننا بالثوابت الوطنية التي نتغنى دوما بها. وعند الامتحان يكرم المرء او يهان.

الدكتور ابراهيم بحر العلوم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك