✍️ قصي كريم الشويلي
في كل موسم انتخابي ترى الناس قد انشغلوا وكأن مصير الدنيا مرهون بصناديق الاقتراع وكأن الفوز بمقعد في البرلمان هو الغاية العظمى ونهاية الطموحات عشرة آلاف ناخب اكثر او اقل يسعون ليضمنوا مقعدا لمرشح وكأن ذلك المقعد سيقيم عدلا او يرفع ظلما او يفتح باب الجنة ولكن لو اننا التفتنا الى انفسنا لحظة وسألناها بصدق هل نسعى بالحرارة نفسها لننال مقعدا في الجنة هل نخطط لذلك كما نخطط لحملاتنا الانتخابية هل نتابع حسابنا مع الله كما نتابع الاصوات في الصناديق ان الامام علي عليه السلام قال (والله لهي احب الي من امرتكم الا ان اقيم حقا او ادفع باطلا)فلم ير في الحكم قيمة الا اذا كان وسيلة لاقرار الحق ودفع الباطل اما نحن اليوم فقد صارت المقاعد تطلب للوجاهة لا للواجب وللسلطان لا للاصلاح وللمصلحة لا للمبدأ يا ايها الناخب يا ابن هذه الارض التي انهكها الفساد والخذلان كل مقعد دنيوي فان وكل راية ترفع اليوم ستطوى غدا غير ان هناك مقعد لا يلغي ولا يشترى ولا يحتاج الى اصوات ولا دعايات انه مقعد الصدق عند مليك مقتدر فاختر اليوم لمن تعطي صوتك الحقيقي اتعطيه للسياسي في الصندوق ام للنبي وآله في قلبك وعملك ان كل مقعد في الدنيا قد يشغله منافق او فاسد لكن مقعد الجنة لا ينال الا بصدق النية وصفاء العمل فاحرص عليه كما يحرصون على مقاعدهم وابذل له وقتك كما يبذلون اموالهم وكن من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه
https://telegram.me/buratha

