معادن الرجال تظهر وتطفح حينما تكون على المحك ومهما جارت الأيام والليالي والسنين فان الحنين والانتماء الى الأرض التي عاشوا وتربوا وترعرعوا عليها فهي عمقهم الاستراتيجي الحقيقي ومحل اعتزاز وشرف لهذه الأرض فالعراق ومنذ وجوده وتاسيس الحضارات القديمة البابلية والاشورية والسومرية والاكدية والكلدانية كان بلدا واحدا موحدا لم تؤثر عليه الحروب والغزوات المتوالية عبر السنين مثل غزوات التتر وهولاكو والروم والبيزنطينية والفرس وغزوات التبشير الديني الذي قادته الكنيسة آنذاك .
ورغم الخلافات القديمة مابين الإقليم والمركز ودعوات الانفصال والاستفتاء عليه والمطالبة بسلخ محافظات الشمال العراقي وتاسيس دولة مستقلة للاكراد فاننا نشاهد اليوم ولم نستغرب من اؤلائك الرجال الذين شربوا من ماء دجلة والفرات ان يطالبوا ويفتخروا ويعتزوا بانتمائهم الى العراق وهو نهج الاتحاد الوطني منذ تاسيسه عام 1975 ويؤمن بان بغداد هي العمق الاستراتيجي لنا جاء ذلك على لسان رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني .
وعلل بافل طلباني قوله إذا كان الانتماء إلى العراق يعد تهمة بنظر البعض فنحن نتشرف بهذه التهمة ونفتخر بعراقيتنا فهذا هو نهج الرئيس الراحل جلال طالباني مؤسس الاتحاد الوطني الذي كان رئيساً لكل العراقيين ويهتم بجميع المكونات بلا استثناء ويسعى لإيجاد حلول حقيقية لمشاكل البلاد ,, ان هذا الموقف المشرف والوطني الذي اعتبره بعض المحللين والنقاد وأصحاب الشأن السياسي بانه دعاية انتخابيه سبقت موعد الانتخابات هدفه لكسب الأصوات والتغريد خارج السرب والمتبنيات الكردية ,,,,, اما الراي الاخر فعتبروا هو مغازلة للأحزاب الكبيرة في بغداد وكسب مودتهم من اجل التحالفات المستقبيلية بعد الانتخابات وكسب المقاعد والوزارات .
نحن مع العراق الواحد الموحد وان هذه الصحو نتمنى ان تنتقل لباقي الأحزاب والمكونات الكردية الأخرى فالقوة تاتي من الجمع وتوحيد الكلمة والتفرقة تاتي من التشتت والتشرذم واليد العليا خير من اليد السفلى فالبناء والتقدم والعمران هو الذي يعمر الأوطان الى بر الأمان .
https://telegram.me/buratha

