المقالات

الزناد الأوروبي يُشعل ساعة الصفر مع إيران !!


في خطوة تكشف ازدواجية المعايير الدولية وتعرّي حقيقة النوايا الغربية ، أقدمت الترويكا الأوروبية على إعادة التلويح بما يُعرف بـ«آلية الزناد» في محاولة لفرض ضغوط جديدة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية. 

هذه الخطوة ليست مجرد إجراء تقني في إطار الاتفاق النووي، بل تمثل تصعيداً سياسياً يراد منه خنق طهران وتقييد دورها الإقليمي والدولي ، في وقت يشهد العالم تحولات جذرية تضع الغرب في مأزق استراتيجي متزايد .

إيران ، التي التزمت بالاتفاق النووي لسنوات بشفافية عالية وبإشراف صارم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، أثبتت أنها الطرف الأكثر انضباطاً واحتراماً للتعهدات . 

في المقابل ، كان الانسحاب الأميركي الأحادي من الاتفاق عام 2018 والتقاعس الأوروبي عن تنفيذ التزاماتهم الاقتصادية ، الضربة الحقيقية التي قوّضت الثقة بأي تفاهمات . 

من هنا ، فإن إعادة تفعيل «آلية الزناد» اليوم لا تمثل سوى استمرار لنهج الضغط غير المشروع على طهران ، ومحاولة لابتزازها سياسياً واقتصادياً .

الرسالة الإيرانية جاءت واضحة وصارمة: إعادة فرض العقوبات تحت غطاء الآلية يعني نهاية التعاون الطوعي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، أي أن الغرب سيكون قد أضاع ما تبقى من جسور الحوار والرقابة، واختار طريق التصعيد بدل الحلول الدبلوماسية . 

وهنا يبرز السؤال: من يتحمل مسؤولية زعزعة الأمن الدولي؟ 

هل هي إيران التي طالبت بحقها المشروع في الاستخدام السلمي للطاقة النووية ، أم الأطراف التي نكثت بتعهداتها وسعت لفرض وصايتها على شعب حرّ وسيّد؟

إيران اليوم ليست كما كانت قبل عقد من الزمن . 

لقد راكمت خبرة نووية وتقنية متقدمة ، ووسعت علاقاتها مع قوى كبرى مثل الصين وروسيا ، وأصبحت رقماً صعباً في معادلات الطاقة والاقتصاد الإقليمي. أي محاولة لفرض العزلة عليها ستصطدم بحقائق الجغرافيا والتحولات العالمية ؛ فالعالم لم يعد أحادياً بزعامة واشنطن ، بل يسير نحو تعددية قطبية تتراجع فيها الهيمنة الغربية يوماً بعد يوم .

إن ما يسمى بـ«الزناد» قد ينطلق بالفعل ، لكنه لن يصيب سوى مصداقية أوروبا المنهكة. أما إيران، فقد أثبتت مراراً أنها قادرة على الصمود، وأن كل جولة من العقوبات لم تزدها إلا إصراراً على تطوير قدراتها وتعزيز استقلال قرارها. 

وعليه ، فإن ساعة الصفر التي أشعلها الأوروبيون قد تكون بداية النهاية لهيمنتهم ، وبداية فصل جديد في صعود إيران كقوة إقليمية ودولية لا يمكن تجاوزها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك