المقالات

الإعتداء على قطر ونتائج القمم..!

126 2025-09-16

د. مالك العظماوي

 

منذ اعتداء الكيان الغاصب على الدوحة والحراك العالمي والإسلامي والعربي على قدم وساق، وقد أدين هذا العمل الإجرامي الذي استهدف العاصمة القطرية من قبل دول العالم ممثلة بمجلس الأمن حيث أجمع الحاضرون على إدانة هذا الاعتداء السافر والمشين؟   لم يكن استهداف الكيان الدوحة مجرد إعتداء على دولة ذات سيادة كاملة، بل كان استهدافًا لجهود قطر في السلام، كما كان استهداف قادة حماس ووفدهم المفاوض وهم على أرض طالما بذلت جهودًا حثيثة من أجل إحلال السلام وإيقاف الحرب التي طال أمدها وباتت عبثية بنظر بعض المحللين والمهتمين بشأن الحروب.   هذا كله جميل ورائع، ومبعث للسرور والأمل، أن يتفق العالم على إدانة الاعتداءات غير المبررة أو العدوانية التي تستهدف أرواح الأبرياء والمدنيين في الدوحة وخصوصًا أن الهجوم كان على حيٍّ سكني تقطن به بعض من الهيئات الدبلوماسية ومنها وفد حماس المفاوض ـ المدني ـ الدبلوماسي!   ولكن السؤال المشروع والذي يحتاج إلى إجابة واضحة هو لماذا الكيل بمكيالين من قبل دول العالم؟ ولِمَ هذا التمييز بين دماء البشر؟   فلماذا لا تهتز غيرة المجتمع الدولي أمام دماء أطفال ونساء والعزّل من شعب غزة الذي يباد بلا رحمة ولا وازع إنساني أو أخلاقي؟   فأين كانت الدول العربية عندما ذبح أطفال غزة على الهواء مباشرة من على شاشات التلفزيون؟ ولماذا لم يطرف لقادة المسلمين جفن وهم يرون الأطفال يتلون من الجوع والمرض والأوبئة؟ فهل هناك دماء عزيزة ودماء رخيصة؟ هل دماء الفقراء لا تساوي دماء الأغنياء؟   فلماذا لم تعقد القمم كما فعلوا مع قطر؟ ولماذا لم يجتمع المسلمون كما هم مجتمعون اليوم؟ فهل هناك نوعان من الإسلام؟ أحدهما يستحق الدفاع عنه والآخر يجب إهماله بل والتحريض على قتله؟   فإن قيل: أن غزة اعتدت على الكيان (الصديق والحليف) وهي من جنت على نفسها وجلبت الويل والثبور لشعبها بحادثة السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، لذا فليس من واجب العرب والمسلمين الانتفاض لأجلها! نقول: أليس لبنان بلدا عربيا وإسلاميا وقد اعتدى عليه الكيان واحتل أرضه وهجّر شعبه وقتل قادته؟   أوَليس سوريا عربية وإسلامية ـ على الطريقة المحببة لدى أغلب قادة الدول الإسلامية ـ وترى طائرات الكيان يوميا تدك شعبها وتنتهك سيادتها، وتحتل أجزاء مهمة من أرضها؟   أليس اليمن ـ أصل العرب وفخر حضارتهم ـ ففي كل يوم يُعتدى عليه من قبل الكيان ومن قبله من قبل بعض قادة العربان والمسلمين؟   فلماذا لا تعقد قممكم العربية والإسلامية، ثم أليس إيران دولة إسلامية، وهي الدولة الوحيدة التي من بينكم هي مَن أدّبت الكيان ولقنته درسًا في الأخلاق واحترام الآخر، فلماذا لم تدينوا الإعتداء عليها وعلى سيادتها وقتل قادتها؟   فهل هناك دم يختلف عن دمائكم؟ وإسلام يختلف عن اسلامكم، ونحن لا نعلم بذلك، أم هناك أسباب تخفونها ولا تستطيعون الإفصاح عنها والبوح بها لـ {غاية في نفس يعقوب} ونحن نجهلها.   ومع هذا وذاك، ولنعتبر الذي جرى ما جرى والذي حصل لم يحصل، والذي حدث لم يحدث، لكنكم اليوم في قممكم أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية كبيرة، من أجل تصحيح مساركم والتعامل مع هذا الكيان البغيض بطريقة ليجد نفسه أمام قادة حقيقيين ولديهم مسؤولية الشرف والأخلاق والضمير للوقوف بجانب المظلوم واستعادة الحقوق من الكيان الهزيل الزائل وسيبقى التاريخ يذكركم بخير، ونحن معكم من المنتظرين.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك