منذ اعتداء الكيان الغاصب على الدوحة والحراك العالمي والإسلامي والعربي على قدم وساق، وقد أدين هذا العمل الإجرامي الذي استهدف العاصمة القطرية من قبل دول العالم ممثلة بمجلس الأمن حيث أجمع الحاضرون على إدانة هذا الاعتداء السافر والمشين؟ لم يكن استهداف الكيان الدوحة مجرد إعتداء على دولة ذات سيادة كاملة، بل كان استهدافًا لجهود قطر في السلام، كما كان استهداف قادة حماس ووفدهم المفاوض وهم على أرض طالما بذلت جهودًا حثيثة من أجل إحلال السلام وإيقاف الحرب التي طال أمدها وباتت عبثية بنظر بعض المحللين والمهتمين بشأن الحروب. هذا كله جميل ورائع، ومبعث للسرور والأمل، أن يتفق العالم على إدانة الاعتداءات غير المبررة أو العدوانية التي تستهدف أرواح الأبرياء والمدنيين في الدوحة وخصوصًا أن الهجوم كان على حيٍّ سكني تقطن به بعض من الهيئات الدبلوماسية ومنها وفد حماس المفاوض ـ المدني ـ الدبلوماسي! ولكن السؤال المشروع والذي يحتاج إلى إجابة واضحة هو لماذا الكيل بمكيالين من قبل دول العالم؟ ولِمَ هذا التمييز بين دماء البشر؟ فلماذا لا تهتز غيرة المجتمع الدولي أمام دماء أطفال ونساء والعزّل من شعب غزة الذي يباد بلا رحمة ولا وازع إنساني أو أخلاقي؟ فأين كانت الدول العربية عندما ذبح أطفال غزة على الهواء مباشرة من على شاشات التلفزيون؟ ولماذا لم يطرف لقادة المسلمين جفن وهم يرون الأطفال يتلون من الجوع والمرض والأوبئة؟ فهل هناك دماء عزيزة ودماء رخيصة؟ هل دماء الفقراء لا تساوي دماء الأغنياء؟ فلماذا لم تعقد القمم كما فعلوا مع قطر؟ ولماذا لم يجتمع المسلمون كما هم مجتمعون اليوم؟ فهل هناك نوعان من الإسلام؟ أحدهما يستحق الدفاع عنه والآخر يجب إهماله بل والتحريض على قتله؟ فإن قيل: أن غزة اعتدت على الكيان (الصديق والحليف) وهي من جنت على نفسها وجلبت الويل والثبور لشعبها بحادثة السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، لذا فليس من واجب العرب والمسلمين الانتفاض لأجلها! نقول: أليس لبنان بلدا عربيا وإسلاميا وقد اعتدى عليه الكيان واحتل أرضه وهجّر شعبه وقتل قادته؟ أوَليس سوريا عربية وإسلامية ـ على الطريقة المحببة لدى أغلب قادة الدول الإسلامية ـ وترى طائرات الكيان يوميا تدك شعبها وتنتهك سيادتها، وتحتل أجزاء مهمة من أرضها؟ أليس اليمن ـ أصل العرب وفخر حضارتهم ـ ففي كل يوم يُعتدى عليه من قبل الكيان ومن قبله من قبل بعض قادة العربان والمسلمين؟ فلماذا لا تعقد قممكم العربية والإسلامية، ثم أليس إيران دولة إسلامية، وهي الدولة الوحيدة التي من بينكم هي مَن أدّبت الكيان ولقنته درسًا في الأخلاق واحترام الآخر، فلماذا لم تدينوا الإعتداء عليها وعلى سيادتها وقتل قادتها؟ فهل هناك دم يختلف عن دمائكم؟ وإسلام يختلف عن اسلامكم، ونحن لا نعلم بذلك، أم هناك أسباب تخفونها ولا تستطيعون الإفصاح عنها والبوح بها لـ {غاية في نفس يعقوب} ونحن نجهلها. ومع هذا وذاك، ولنعتبر الذي جرى ما جرى والذي حصل لم يحصل، والذي حدث لم يحدث، لكنكم اليوم في قممكم أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية كبيرة، من أجل تصحيح مساركم والتعامل مع هذا الكيان البغيض بطريقة ليجد نفسه أمام قادة حقيقيين ولديهم مسؤولية الشرف والأخلاق والضمير للوقوف بجانب المظلوم واستعادة الحقوق من الكيان الهزيل الزائل وسيبقى التاريخ يذكركم بخير، ونحن معكم من المنتظرين.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha
