الشيخ محمد باقر البهادلي ||
قال الله تعالى:
“وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً”
(النساء: 89)
في كل مرحلة من مراحل المواجهة لا يكتفي العدو بالحرب العسكرية، بل يسعى إلى تفتيت الصف الداخلي وبثّ الفتن الفكرية والإعلامية لزعزعة القناعات وتشويه صورة المقاومة وتبهيت نور الإيمان في قلوب الناس.
لقد بات واضحًا أن المعركة الكبرى اليوم ليست فقط في الميدان، بل في العقول والقلوب. العدو يستهدف المؤمن قبل أن يستهدف المقاتل ويستهدف القناعة قبل أن يستهدف السلاح فتراهم يروّجون للشبهات يشككون في المرجعية يُحرّفون صورة المجاهد، ويزرعون أفكارًا مسمومة تُبثّ عبر الإعلام ووسائل التواصل والصفحات الممولة.
هؤلاء لا يريدون أن ينتصروا علينا بالسلاح فقط بل يريدون أن نُهزم من الداخل أن نشك في صدق قضيتنا أن نرتاب في حقانية طريقنا وأن نتنازل تدريجيًا عن هويتنا ومبادئنا.
قال تعالى:
“إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَىٰ الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ”
(محمد: 25)
ولذا، فإن مسؤولية الوعي تقع على الجميع:
على المجاهد في الخندق
وعلى المبلّغ في المنبر
وعلى الأب في بيته
وعلى الشاب في مدرسته
وعلى الإعلامي في قلمه وعدسته
لا تُعطِ أذنك لكل ناعق ولا تكن أداة في يد العدو دون أن تشعر تثبّت اسأل أهل الذكر، راجع نيتك وكن دائمًا في خندق الحق خندق أهل البيت (عليهم السلام) خندق الوعي والبصيرة.
قال تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا”
(الأنفال: 29)
والفرقان هنا هو البصيرة والقدرة على التمييز بين الحق والباطل بين العدو والصديق بين الشبهة والحقيقة.
فليكن سلاحنا الإيمان وعدتنا الوعي وساحتنا الكلمة الصادقة كما هي البندقية الصادقة.
https://telegram.me/buratha
