المقالات

فأر التجربة الذي أراد أن يصبح أسدًا..!

156 2025-07-19

إدلب ، وموعد انتهاء الصلاحية ، في مختبر السياسة ، لا يُصنع الأبطال بل يُختبر الصبر والوظيفة ، الجولاني كان فأر تجربة في قفص إدلب ، حتى قرر أن يتمدد كملك .

في مختبر السياسة الدولية، حيث تُخلط الجغرافيا بالدم، وتُختبر الفصائل بدلًا من اللقاحات، كان لا بد من فأرٍ للتجربة ، لا يهم شكله ولا رايته، طالما يؤدي الغرض: يركض في الاتجاه المرسوم، ولا يكسر القفص ، خرج الجولاني من أنقاض القاعدة، لا كما دخلها محاربًا أمميًا، بل كما أراده الوقت: زعيم تنظيمٍ ( مؤقت )، يجيد ضبط الإيقاع، ويحسن استخدام الكاميرا أكثر من البندقية.

أعلن الطلاق من الظواهري، وتجمّل بربطة عنق سياسية، لا يخوض حربًا على إسرائيل، ولا يدعم مقاومة، بل يعيد تدوير فكرة ( الإمارة ) بلون إداري جديد.

كان ذلك مريحًا لكثيرين:

تركيا وجدت فيه عامل استقرار نسبي،

وأمريكا آثرت مراقبته بصمت،

وإسرائيل لم تعتبره تهديدًا… بل جدارًا يعزل إدلب عن الفوضى الكبرى.

سنوات وهو يُدرَّب على البقاء، على الظهور المتوازن، على انتزاع الشرعية من ألسنة الصحفيين الغربيين.

ظهر كحاكم لا كقائد، وتصرّف كمُصلح لا كجهادي. لكنه نسي أن للتجارب عمرًا افتراضيًا ، وأن القفص، مهما اتسع، ليس دولة.

ثم تغيّر كل شيء ،،

مع اشتعال الحرب الإقليمية بين إيران وإسرائيل، وبدء ارتجاج الأرض تحت أقدام المحاور، عاد الجولاني إلى الواجهة، لكن هذه المرة كهدف، لا كأداة.

بدأ يتمدد خارج إدلب، يتدخل شمال حلب، يوسّع نفوذه، يفرض وقائع على فصائل أخرى… وكأنه نسي أن مختبر السياسة لا يتسامح مع الطموح غير المرخَّص.

فجاء الرد سريعًا:

غارة مجهولة تقصف القصر الجمهوري في إدلب ،

مقر حكومة الإنقاذ، قلب سلطته، عنوانه الرسمي… ضُرب بالصوت والنار، لا كتهديد بل كصفعة.

رسالة واضحة:

انتهت التجربة ،

إنه ليس أول فأر يعتقد نفسه أسدًا ،

ولن يكون الأخير الذي تذروه الرياح حين يقرر الكبار إغلاق المختبر ،

الجولاني، الذي بنى وهم الدولة في أرض الفوضى، اكتشف متأخرًا أن الممالك لا تُقام برضا الطائرات، ولا يُعترف بها ما لم تمرّ عبر بوابات الفيتو الدولي.

وإسرائيل؟

لا يهمها إن لبس الجولاني بدلة، أو غيّر الاسم، أو نظم السير في إدلب…

طالما بقي احتمالًا ولو ضئيلًا لأن يصبح خطرًا غير قابل للتوجيه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك