المقالات

هل سترتدي بغداد ثوب التطبيع؟ بين بوادر التطبيع والرفض الشعبي العارم

733 2025-05-18

سليل الحسن مكي

 

لطالما كان العراق، أرض الحضارات ومهد العروبة، عصياً على محاولات النيل من قيمه وثوابته الوطنية والقومية، لكن خلال السنوات الأخيرة، شهد هذا البلد الأبيّ استضافات متكررة لشخصية مصرية تثير حفيظة الشارع العراقي، ألا وهو الروائي يوسف زيدان، المعروف بمواقفه المشبوهة الداعية للتطبيع مع الكيان الصـ&ـيوني الغاصب.

ففي عام 2018، حاول زيدان دخول أرض العراق عبر بوابة أربيل للمشاركة في معرضها الدولي للكتاب، لكن محاولته النزول في بغداد قوبلت برفض شعبي واسع، ولم يتم له ذلك إلا بتدخل رسمي أثار استياءً شعبياً عارماً. 

التمادي بلغ ذروته في عام 2021، عندما تجرأ هذا الشخص على إلقاء محاضرة في قلب بغداد، ضمن فعاليات معرضها الدولي للكتاب، بحضور جمهور محدود وتغطية إعلامية مستنكرة، مما زاد من غضب الشارع العراقي وولائه لقضيته المركزية.

يُعرف عن يوسف زيدان تبنيه لآراء صريحة تدعو إلى التطبيع مع الكيان الصـ&ـيوني، حيث لم يتوانَ عن وصف هذا الكيان بـ "العدو العاقل" وأبدى استعداده لزيارته لو دُعي لذلك، بل وتجاوز كل الخطوط الحمراء بالتشكيك في قدسية القدس والمسجد الأقصى المبارك، موجهاً سهام انتقاداته الحادة إلى كل صوت عربي شريف يرفض هذا الخنوع، واصفاً إياهم بـ "الجهلاء". هذه التصريحات الوقحة، التي تمثل خروجاً سافراً عن الإجماع الشعبي والرسمي في العراق وكل أحرار الأمة العربية، تجعل من استضافته في بغداد استفزازاً لمشاعر شعب عريق يرفض أي شكل من أشكال التساوم مع المحتل.

لم يقف الأمر عند حدود المواقف السياسية المنحازة، بل يواجه يوسف زيدان سيلاً من الاتهامات بالسرقة الأدبية، وهي قضية تمس جوهر الأمانة الفكرية والإبداعية، فقد اتهمه العديد من الكتاب بسرقة أعمالهم، وعلى رأسها روايته المشبوهة "عزازيل"، بالإضافة إلى اتهامه بنهب أفكار الكاتب الإيطالي الكبير أومبرتو إيكو في روايته "أعداء جدد بوجه قديم" هذه الاتهامات المتعددة تضع علامات استفهام كبيرة حول مصداقيته وقيمته الأدبية، وتزيد من استياء المثقفين الوطنيين من تلميعه واستضافته.

إن هذه الاستضافات المتكررة لشخصية كهذه تتزامن مع محاولات خبيثة ومشبوهة لتمرير مشاريع التطبيع مع الكيان الصـ&ـيوني على مستويات مختلفة، ويرى الوطنيون العراقيون أن استضافة شخصيات تحمل مثل هذه الآراء ليست مجرد صدفة، بل هي جزء من مخطط ممنهج يهدف إلى تخدير الوعي العام العراقي وكسر حاجز الرفض الشعبي للتطبيع الكامل، خاصة في ظل الضغوط السياسية والاقتصادية التي يتعرض لها العراق.

ومما يزيد الطين بلة، تزامن هذه الظاهرة مع استضافة شخصيات فنية أخرى تثير الجدل بقيمها الغربية وأحياناً بسلوكياتها التي لا تنسجم مع قيم المجتمع العراقي المحافظ، هذه الاستضافات تُفسر في سياق أوسع كخطوات إضافية نحو تغيير الهوية الثقافية والمجتمعية للعراق، ومحاولة ربطه بثقافات غريبة لا تمت بصلة لإرثه الحضاري وقيمه الدينية والوطنية الأصيلة.

من هنا، يرى جموع المثقفين والغيورين على هوية العراق أن على المؤسسات الثقافية العراقية الأصيلة وعلى الشعب العراقي بكل أطيافه أن يعلن رفضه القاطع لمثل هذه الدعوات المشبوهة، يجب التحذير بأعلى صوت من محاولات التطبيع الثقافي المبطنة التي تُفرض على المجتمع عبر شخصيات ومواقف لا تمثل إرث وقيم هذا الشعب الأبيّ، بل هي محاولات مدعومة من قوى خارجية تسعى لفرض أجندتها الخبيثة وتطبيع الأجواء تمهيداً لخطوات رسمية مرفوضة جملة وتفصيلاً من قبل شعب الولاء والإباء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك