المقالات

حرف السين بين الوعود الكاذبة..!

328 2025-05-02

نزار الحبيب

في اللغة العربية، يُعتبر حرف السين علامة مميزة للتعبير عن المستقبل. لكن في العراق، أصبح هذا الحرف رمزًا مثيرًا للجدل، لا سيما عندما يُستخدم في سياق الوعود التي لا تتحقق. إذ يتحول من أداة للتعبير عن الأمل إلى وسيلة لإطالة أمد الانتظار والتسويف.

حرف السين في الخطاب السياسي

“سنفعل”، “سننجز”، “سنوفر”، عبارات تتكرر على لسان الكثير من السياسيين والمسؤولين في العراق. لكن مع مرور الوقت، أصبحت هذه العبارات تُقابل بشك واسع من المواطنين، بسبب غياب التنفيذ على أرض الواقع. حرف السين، في هذا السياق، لم يعد مجرد أداة لغوية بل تحول إلى رمز للوعود الكاذبة التي تعمّق فجوة الثقة بين الشعب والقيادات.

السين بين التطلعات والواقع

الكثير من المشاريع التي تُعلن عنها الجهات الرسمية تبدأ بوعود مسبوقة بحرف السين:

•سنبني المدارس.”

•سنصلح الطرق.”

•سنقضي على الفساد.

• سنوفر الكهرباء

• ⁠سنوفر الماء الصالح للشرب

• ⁠سنعدل سلم الرواتب

• ⁠سنعمل

• ⁠سنبني

• ⁠سنقاتل

• ⁠سنشتري

• ⁠سنبيع

• ⁠سنحافظ

ولكن الواقع غالبًا ما يظهر عكس ذلك، حيث تبقى هذه المشاريع مجرد كلام على الورق، مما يُشعر المواطن العراقي بالإحباط والخذلان.

في الحياة اليومية

ليس الخطاب السياسي وحده المتهم بإساءة استخدام حرف السين؛ حتى في الحياة اليومية، يُستخدم الحرف في الوعود الشخصية التي قد تفتقر إلى الجدية. عبارات مثل “سأزورك قريبًا” أو “سأعيد لك المال غدًا” قد تتحول إلى أعذار خفية لعدم الالتزام.

لماذا يُستخدم حرف السين للتسويف؟

1. تجنب المواجهة المباشرة: حرف السين يُستخدم أحيانًا كوسيلة لتأجيل الالتزامات أو التهرب من الإجابة الواضحة.

2. الرهان على المستقبل: يوحي السين بأن الحلول قادمة، ما يريح القائل من ضغوط الحاضر.

3. الثقافة المجتمعية: في بعض الأحيان، يُفضل الناس استخدام كلمات مليئة بالأمل لتخفيف الصدام، حتى لو كانت غير واقعية.

السين بين الحقيقة والوهم

حرف السين يحمل إمكانات إيجابية عندما يُستخدم بصدق للتعبير عن العمل والمثابرة. لكنه يتحول إلى أداة للإحباط عندما يُستغل للتسويف والوعود الزائفة.

في العراق، بات حرف السين يمثل صراعًا بين الأمل والخيبة، بين ما يُقال وما يُنفذ. إنه دعوة للتفكير في مصداقية الكلمات، وضرورة تحويل الوعود إلى أفعال ملموسة تعيد بناء الثقة بين الناس والقيادات

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك