المقالات

بين الحريق والمفاوضات .. معركة النفوذ الخفي !


في عالم السياسة ، تبقى بعض الحقائق مغلّفة بالضباب وإن كانت واضحة للعارفين ببواطن الأمور .

الجانب الأمريكي عُرف عنه التصريح الواضح بأفعاله ، مهما كانت قسوتها أو خطورتها ، بينما اختار الكيان الإسرائيلي نهج التعتيم والمراوغة ، يضرب حيث يشاء دون أن يترك خلفه أثراً  مباشراً ، وهذا سلوك صار جزءاً من سجله المعروف .

إذا استعرضنا حادثة مرفأ بيروت ، نجد أن المشهد بدأ بحريق أعقبه انفجار مزلزل هزّ العاصمة اللبنانية وأعاد خلط الأوراق في المنطقة .

حينها ، وصلت الرسائل لمن يلزمهم الأمر دون أن يُعلن الفاعل صراحة .

صمت الجميع ، يترقبون ويتكهنون ، حتى انتهى الأمر بتوجيه الاتهامات إلى حزب الله ، من قبل أعدائه في الداخل والخارج على حد سواء .

اليوم ، تتكرر المشاهد ولكن في موقع آخر !!

ميناء بندر عباس الجمهورية الاسلامية . اندلع الحريق وتلاه انفجار لافت ، بالتزامن مع عقد الجولة الثالثة من المفاوضات بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية . 

توقيت الحادثة يكشف عن رسائل سياسية موجهة بأدوات غير مباشرة، تعبر عن مأزق تفاوضي حاد ومحاولة لفرض أوراق ضغط جديدة على طاولة المفاوضات .

في خلفية هذه الأحداث ، يظهر واضحاً أن الولايات المتحدة تعاني من أزمة اقتصادية خانقة . الاستفلاس السياسي والمالي الأمريكي لم يعد سرّاً ، بل باتت واشنطن بحاجة دائمة إلى خلق أزمات مفتعلة تبرر بها تحصيل الأموال أو السيطرة على مصادر جديدة للثروة .

أما التصريحات المتداولة حول الزيارة المتوقعة للرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب إلى السعودية خلال الفترة القريبة القادمة ، فهي مؤشر إضافي إلى عمق الحاجة الأمريكية للمال والدعم السياسي ، وسط مشهد إقليمي متوتر وعلاقات معقدة مع الحلفاء التقليديين .

العلاقة السعودية-الأمريكية-الإسرائيلية اليوم لم تعد محكومة فقط بالمصالح الاستراتيجية ، بل تداخلت فيها الحسابات الانتقامية والخطط الاقتصادية القائمة على الابتزاز والضغوط الخفية .

في النهاية ، تتقاطع الرسائل الملتهبة في الموانئ مع الملفات السياسية المفتوحة ، لترسم مشهداً مستقبليّاً  غامضاً ، عنوانه الأبرز صراع البقاء في زمن الانهيارات الكبرى .

اذاً :

كل شيء يدفع نحو سؤال مفتوح:

من يدير النار اليوم … ومن يحترق بها غداً ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك