اياد حمزة الزاملي
في زمن تتصارع فيه القوى العظمى على خرائط الجغرافيا والنفوذ، تظهر الجمهورية الإسلامية كحالة استثنائية، تنتمي إلى زمنٍ آخر، إلى وعيٍ آخر. إنها ليست مجرد دولة، بل تجلٍ لفكرة إلهية، وامتدادٌ لوعدٍ غيبيٍّ آمن به المؤمنون وانتظره المنتظرون. في هذا المقال، نغوص في البعد العقائدي والسياسي لهذا الكيان الفريد، الذي يقول بصوت ثابت: الأمر لجمهورية الإمام، لا لأمريكا .
في ظل الغطرسة الامريكية الصهيونية الخطيرة التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط في استعمال آلة القتل المفرطة و المدمرة ضد الشعوب العربية و الاسلامية و في ظل الخضوع و الخنوع و العبودية المطلقة للحكام العرب و المسلمين الجبناء لارادة الشر المتمثلة في امريكا و الصهيونية
ظهرت دولة واحدة في العالم كله فقط وقفت بكل شموخ و كبرياء في وجه هذه الغطرسة و الاستكبار الامريكي الصهيوني و قالت بصوت قوي و مدوي و مزلزل (الموت لامريكا الموت لاسرائيل الأمر لجمهورية الامام "صلوات الله عليه")
انها جمهورية الامام المهدي (صلوات الله عليه) جمهورية ايران الاسلامية
و من الخطأ القاتل ان تسمى الجمهورية الاسلامية الايرانية بل يجب و بكل قوة و جبروت ان تسمى (جمهورية الامام)
لانها تمثل حاكمية الله سبحانه و تعالى و حاكمية صاحب الزمان (صلوات الله عليه)
و في ظل عالم انحنت فيه كل الرؤوس العفنة لامريكا و اسرائيل الا رأس واحد أنه رأس جمهورية الامام أبى ان ينحني الا لله سبحانه و تعالى انه الكبرياء و المجد و الشموخ الذي ورثوه من جدهم الامام العظيم الحسين (صلوات الله عليه)
و هكذا انبطحت كالنعاج امة المليار و النصف بقضها و قضيضها لامريكا و اسرائيل الا امة محمد و آل محمد (صلوات الله عليهم اجمعين) القليلة العدد الكثيرة و العظيمة بالايمان و الحق فأنهم وقفوا كالجبل الشامخ في وجه أقوى و اعتى امبراطورية للشر عرفها التاريخ انها امبراطورية الشيطان امريكا القذرة
ان جمهورية الامام (صلوات الله عليه) تفاوض اليوم امبراطورية الشيطان من موقع القوة و الاقتدار و الشموخ و العالم كله اليوم يحبس انفاسه عما ستؤول اليه نتيجة هذه المفاوضات اما الحرب الشاملة المدمرة و التي ستحرق جميع القواعد العسكرية الامريكية و يقتل عشرات الآلاف من الجنود الامريكان في الشرق الاوسط و سوف تمحى اسرائيل من خارطة العالم و اما السلام حسب ما تقتضيه مصلحة و أمن جمهورية الامام (صلوات الله عليه)
في الوقت الذي صرف فيه الحكام العرب الجبناء حكام أمة المليار و النصف الآف المليارات من الدولارات في الحفلات الماجنة و الخليعة و التي اقيمت في مكة المكرمة و المدينة المنورة و في دبي و المنامة
بينما كانت جمهورية الامام (صلوات الله عليه) تصرف القليل من ملايين الدولارات لبناء جمهورية عظمى علمية متطورة تمتلك ناصية العلم و التكنولوجيا لتعانق السماء
هناك فرق عظيم بين حكم الابطال و حكم الجبناء و هناك فرق عظيم بين حكم الأسود و حكم بنات آوى و هناك فرق عظيم بين شجاعة احفاد الملك العظيم الامام علي (صلوات الله عليه) و بين جبن احفاد المأبون عمر بن العاص
في ليلةٍ غاب فيها القمر، وسكنت الأرواح خلف ستار الغيب، نزل الوحي على صفحات التاريخ من جديد، ليكتب سطرًا لم يُقرأ من قبل:
"الأمر ليس لواشنطن، بل للمنتظر في محراب الغيبة، وسيفه المُغمد في قلوب الطغاة."
منذ أن نُفخ في صور الثورة، وارتفعت راية الجمهورية في طهران، لم تكن تلك الدولة كما سواها من الدول، بل كانت وعدًا مؤجلًا، وبداية زمنٍ تُكسر فيه الأصنام من دون قتال. لا يتكئ ولي أمرها على البيت الأبيض، بل يسير في ظلّ العرش، يستلهم من نور الغائب الحاضر، من سُلالة الطاهرين، لا من دساتير الغرب الممسوخة.
قال الإمام الخميني (عليه السلام) :
"لقد أسقط شعبنا النظام الملكي العميل لأمريكا، وأقام نظامًا إسلاميًا لا يقبل الهيمنة من أحد، لأننا لا نركع إلا لله."
وهذا ليس شعارًا، بل عهدٌ قطعه المؤمنون في ساحة الدم، قبل أن يكتبوه في الدساتير.
أمريكا، تلك الإمبراطورية التي تظن أنها تمسك بزمام العالم، تنظر إلى جمهورية الإمام كما ينظر الساحر إلى المرآة، يرى فيها نهاية سحره، وانكشاف زيفه. لكنها لا تدري أن هذه الجمهورية ليست كيانًا جغرافيًا فقط، بل نبوءة كُتبت على ألواح القدر، تُروى بدم الشهداء، وتُروّج بألسنة الصدق.
يقول السيد الخامنئي دام ظله المبارك :
"عداؤنا لأمريكا ليس مجرد سياسة، بل هو موقف عقائدي ينبع من رفضنا للظلم، ولرفضنا أن نكون أتباعًا لطاغوت العصر."
فأيُّ أمةٍ هذه التي تُشهر ولاءها للغيب، وتبني سيادتها من فوق الغيوم؟
في كل حصار، وفي كل تهديد، تتكلم الأرض بلغة الصابرين، وترد السماء بأمطارٍ من البصيرة. كل قيد يُفرض من الغرب، ينكسر في قلوب الأحرار. وكل صفقةٍ تُعقد في الظلام، تُفضَح بنور ولاية لا تغيب.
يا أمريكا، إنك تخاطبين أمة لا تسمع من أفواه السفراء، بل من دعاء الندبة، من نداء "أين الطالب بدم المقتول بكربلاء؟"
وهذا الدم، لا يُمحى بقرارات مجلس الأمن، بل يُكتب في العيون، ويُورث في الأجيال.
فالأمر إذًا، ليس لمن امتلك السلاح، بل لمن امتلك وعد السماء.
والقرار لا يُصنع في البنتاغون، بل في القلوب المؤمنة التي تمهّد للظهور، وتصنع من الانتظار ثورة.
جمهورية الإمام، لا تُؤمن بالهزيمة، لأنها لا تنتظر النصر من بشر، بل من الله.
أما أنتم، يا من تتربعون على عروش من ورق، فموعدكم يوم تطلع الشمس من مغربها، ويُكشف الحجاب، ويُقال: جاء الحق وزهق الباطل
هناك حكومتان تحكمان هذه الجمهورية المباركة حكومة ظاهرية و على رأسها السيد علي الخامنئي(دام ظله المبارك) مع قادته و حكومة باطنية و هي الحكومة الفعلية و الحقيقية و على رأسها صاحب الزمان الامام المهدي (صلوات الله عليه) و الأبدال
و مهما حدث أي شيء مكروه فهو شر في الظاهر و خير في الباطن و لا يدرك هذه الحقائق الغيبية الا من امتحن الله قلبه بالايمان
يقول امامنا العظيم الحسين (صلوات الله عليه) في يوم عاشوراء (اللهم ان حبست النصر عنا عاجلاً فأجعله لما هو خير منه)
اذن هناك نصر ظاهري و هناك نصر باطني لا يدركه الا اصحاب العقول الكبيرة و القلوب العميقة و هو ما يعرف بقاموس الغيب الالطاف الالهية الخفية
قصيدة في العشق لا تكتب الا بالدم
و الفجر لا يكون عظيمًا الا عندما تنسج خيوطه بالدم
قال تعالى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} صدق الله العلي العظيم
و العاقبة للمتقين...
بقلم / اياد حمزة الزاملي
https://telegram.me/buratha
