رجل يساوي وزنه ذهبا شيخ بني اسد في البصرة في التسعينات..
تذكرت موقف شيخ لا أتذكر اسمه بالتحديد..اسم ابيه او يلقب الخيون..
في زمن كان فيه انصاف الرجال يتلوكون لصدام وللبعث وشيوخ العوجة.. رأيت بعيني وسمعت باذني كلام الشيخ الاسدي مع احد شيوخ العوجة التكريتية في البصرة.. إليكم القصة اوثقها للتاريخ..
صبيحة احد الايام في التسعينات من القرن العشرين..طرق بابي شخصان من قبيلة بني اسد وطلبا ان اقرأ مجلس فاتحة( تصديقه) لرجل من قبيلتهم كان عائدا من حج بيت الله الحرام في سنة منع حكام ال سعود حج العراقيين. ثم حصلت الموافقة منهم على دخول سيارة ( منشأة) واحدة اي بحدود أربعين حاجا فقط..وكان نصيب البصرة حاج واحد لا غير..وخصص صدام ان تنطلق بعثة الحج تلك السنة من تكريت وتحديدا من قرية العوجة..
أثناء العودة تجمع الناس لاستقبال العائدين من بيت الله. وكان الحاج البصراوي وحيدا يقف باطراف التجمع فجاءت سيارة مسرعة ودهسته فمات في وقتها..سائق السيارة كان ضابط امن مركز قرية العوجة. وتركه مرميا على الارض ..وغادر كأن شيئا لم يكن وصلت جثة الحاج الى أهله بني اسد في البصرة..وتم نصب الفاتحة قرب بيته في شارع ١٤ تموز مقابل جامع العبايجي..
حضرت للفاتحة ورغبتي ان انهي الختمة واغادر الى بيتي بسرعة. اجلسني الشيخ الاسدي الى جوار جلوس شيخ عشيرة التكارته ..فبدأ كلام الشيخ الضيف الذي كان يشعر بالتعالي على ابناء الجنوب..وقدم نفسه( انا الشيخ فلان التكريتي من البيجات ) جيناكم نقرأ الفاتحة ..لم يدعه الشيخ الاسدي يكمل حديثه.. فوضعه في المكان الذي يستحق.. قال اخي اسكت ارجوك انت جاي تاخذ عطوة او تهددنا انك تكريتي.واذا تكريتي.نحن نعرف ان ابن أخيك هو ضابط الامن الذي دهس اخونا وتركه مرميا على الارض.
قم واذهب بلا مطرود سيكون لنا معكم كلمة بعد الفاتحة ..او اجلس وتكلم بآداب المضايف.. لأول مرة اسمع مثل هذا الكلام الانساني من رجل جنوبي في تلك الفترة الصعبة..المعروفة.
وفعلا تغيرت نبرة الشيخ التكريتي (وصار حباب مؤدب) وتم اعطاءه عطوة..
الموقف الثاني: لما اراد الوفد العشائري التكريتي مغادرة الفاتحة قبل الغذاء أصر الشيخ الأسدي ان يتناولوا الغذاء .فوافق شيخ التكارته وجماعته..يبدو أن الاسدين هيئوا بيتين لتناول الغذاء. احدهما للضيوف من خارج المحافظة والآخر لأهل البصرة.. ووقف الشيخ الاسدي فكان ظهره مقابل وجهي تماما ودعا الناس بالأسماء لتناول الغذاء..فنهض الجميع الا انا بقيت جالس بمكاني.. ويشهد الله اني قررت أن اترك الفاتحة وأعود للبيت.. ولكن الشيخ التفت فجأة الى وراءه ووجدني جالس بمكاني..وضع يده على راسه وقال بنبرة خجل : الله الله وا خجلتي من الحسين( ع) ثم مسك يدي ( يشهد الله على كلامي) ادخلي في بيت الضيوف وخاطب الشيخ التكريتي وجميع من حضر..شيخنا هذا خادم الحسين عليه السلام عندنا في الجنوب نقدمه على انفسنا..ارجو ان تجلسه بجانبك..
كان كلامه وسام للبصرة وله ولعشيرته وجميع خدام الحسين...
لا أدري هل هذا الرجل حي الان ام ميت..ولكني اذكرك دائما واردد في نفسي .. رزقك الله الثبات على حب ال محمد الطيبين الطاهرين..
https://telegram.me/buratha
