المقالات

الجمهورية السورية التركية – كيانٌ مُتعدد الجنسيات مُتنافرٌ الهويات - !

1044 2025-03-23

رياض سعد

تكاد تتفق الجماعات والشخصيات الدينية والسياسية ذات الجذور السنية على تفضيل الغرباء والدخلاء على المواطنين الأصليين، والانحياز للأجانب ضد أهل البلد، لا سيما في دول المنطقة ، وبالتحديد العراق (من بغداد فشمالاً) وبلاد الشام بحدودها التاريخية (سوريا الكبرى) والسبب الرئيسي في هذا السلوك الشاذ أن معظمهم من بقايا العثمانيين، أو من السبايا والخدم والمرتزقة التابعين لهم، أو من الأقوام التي هاجرت إلى هذه المناطق في ظل الحكم العثماني ؛ وإن ادعوا العروبة وتحدثوا العربية لاحقاً، فلا تربطهم صلة حقيقية بالعراقيين أو الشاميين، فضلاً عن انتسابهم إلى عدنان وقحطان. 

لقد لعب هؤلاء الدخلاء دوراً محورياً في تشكيل السياسات العامة للعراق والشام خلال القرن المنصرم ، واستمرت مؤامرات هذه الفئات الهجينة حتى اليوم، مما تسبَّب في خراب البلدين وتخلفهما ؛ وتجلَّى هذا المخطط الهدام أولاً بتحركات ورؤى "ميشيل عفلق" الظلامية  وتأسيس حزب البعث الإجرامي، ثم بظهور تنظيم "داعش" الإرهابي، وصولاً إلى حكومة "الجولاني" الارهابية والمرتبطة بالأتراك ، والتي تسعى لإعادة الدكتاتورية وحكم بقايا العثمنة  في العراق عبر خلايا إرهابية وسياسية مشبوهة تهدف إلى تقويض التجربة الديمقراطية والاطاحة بالعملية السياسية واقصاء وتهميش الاغلبية العراقية   .

في حين تعمل الفئاتٌ الطائفيةٌ الهجينة على تفكيك الوحدة الوطنية ونشر الفتنة والعنف، وارتكاب المجازر بحق شركائهم في الوطن، ترحب هذه الفئات السنية بالعصابات التكفيرية والمافيات الإجرامية، وتفتح لهم الأبواب، بل وتزوجهم من نسائهم، وتسلمهم زمام السلطة على حساب أبناء البلد بلا حياء أو ضمير، مدَّعين أن هذه الأفعال تقربهم إلى الله زلفى ! 

وقد أصيب الأحرار في العالم بالصدمة عندما رأوا فئاتٍ من الطائفة السنية في العراق ترتكب أبشع الجرائم بحق ابناء الأغلبية والامة العراقية ، وتستعين بمرتزقة من 83 جنسية لاجتياح الوطن، مما أدى إلى  جريان أنهارٍ من دماء الأبرياء في بلاد الرافدين ؛  أما "الجولاني" وعصاباته، الذين يدَّعون الهوية السورية زوراً، فيقتلون السوريين الأصليين، ويستقدمون عناصر أجنبية لتعذيب الشعب وتدمير البلاد واستباحة سوريا والسوريين . 

انتظر السوريون بفارغ الصبر تشكيل حكومة وطنية علمانية تشاركية، تضم كل مكونات المجتمع، لكن "الجولاني" (رئيس الحكومة الانتقالية المزعوم) حَصَرَ السلطة في عصاباته المنحدرة من تنظيمات كالقاعدة والنصرة وداعش، متصرفاً بعقلية تكفيرية تُسلِّم السوريين للشيشاني أو القوقازي ليذبحوا الأطفال ويغتصبوا النساء ويقتلوا الرجال ، وتهجِّر العلويين من منازلهم لصالح الأتراك والأفغان. 

ويُقدِّم المعارض السوري المخضرم كمال اللبواني (الذي سُجن سابقاً لنقده نظام الأسد) إحصائيةً صادمةً عن "الجيش السوري الجديد"، تُظهر تواجد 25 ألف إرهابي أجنبي فيه، موزَّعين كالتالي: 

- 9,877 أوزبكياً (48 قائداً). 

- 2,078 شيشانياً (14 قائداً). 

- 2,956 أردنياً (189 قائداً). 

- 2,035 فلسطينياً (312 قائداً). 

- 2,023 مصرياً (29 قائداً). 

- 1,099 عراقياً (77 قائداً) – من داعش الهاربين من العراق. 

- 744 صينياً (بلا مناصب قيادية). 

- 566 تونسياً (3 قادة). 

- 755 مغربياً (11 قائداً). 

- 844 جزائرياً (6 قادة). 

- 211 سعودياً (17 قائداً). 

- 344 يمنياً (1 قائد). 

- 118 أفغانياً (بلا مناصب). 

- 233 صومالياً (بلا مناصب). 

- 411 أوروبياً (7 قادة). 

وفي مجازر الساحل السوري الأخيرة، دخلت قوات أجنبية (تركية وأوزبكية وشيشانية) عددها 35 ألف مقاتل لدعم عصابات الجولاني، حيث توجهت إلى مناطق العلويين لارتكاب جرائم الاغتصاب والذبح وحرق القرى. 

 

بعد كل هذه الحقائق، يُروِّج الإعلام العربي الطائفي والقنوات التركية المأجورة لأكذوبة أن العلويين والأقليات هم "فلول" ويتعامل معهم معاملة الاسرى الاجانب والكفار ،  بينما تُوصف عصابات الجولاني متعددة الجنسيات زوراً بـ"الجيش السوري"!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك