المقالات

ماذا جنى الصهيوني وراء رعونة طيرانه فوق جثمان درّة لبنان وجوهرة التشيع وقنديل الإنسانية؟


اذا كان الصهيوني قد حاول استعراض قوته في الوقت الذي دخل جثمان شهيد الأمة الاعظم درة لبنان الى ملعب المدينة الرياضية في بيروت، معاوداً الكرة مرة ثانية مع اللحظات الأولى لخطاب الامين العام الشيخ نعيم قاسم!

واذا كان الصهيوني قد حاول ان يلقي الرعب ويصعد في وتيرة التهويل في قلب الجمهور المفجوع بأميني الأمة، مع زيادة في عيار ذلك عبر الكرّة الثانية.

وإذا كان الصهيوني قد أراد التأكيد على صنعة التوحش وقابلياته لاجتراح اي جريمة وباي مقدار يريد… لعله يقوي من عضد خفافيش الظلام وطابوره الخامس والسادس والعاشر، وشياطين الاعلام في لبنان وغيرها ممن كان يحاول أن يقتل ارادة النصر ويحبط عزيمة المقاومة والممانعة ويسفه أفكار الإباء والعزة…

 وإذا كان وكان ومهما كان ما اراده الصهيوني عبر سماجته وصفاقته في طيران طائراته الاف ١٥ فوق رؤوس مئات الالاف واختراقه لحاجز الصوت أن يدخل الفزع والرعب والتهويل ويذكر بوحشيته من أجل أن يرهب الجماهير التي خرجت في تشييع السيد فلقد اختار الوقت الخطأ والجمهور الخطأ، وعادت غطرسته عليه باسوأ النتائج عكس ما كان يتصوره ويحسب له حسابه، وجاءت حسابات بيدره الخانع مخيبة جداً لحسابات حقله الأرجس…

 

لقد كنت هناك في المرتين وما كنت لاستغرب ما رأيت وسمعت لاني كنت اتوقع ذلك سلفاً وهو توقع يشاركني فيه من له خبرة في مثل هذه الأمور، وكان كل همّي أثناء مرور الطائرتين في اول دفعة والاربع طائرات في الدفعة الثانية أن أراقب ردة الفعل عند جمهور المقاومة، فردة الفعل هي التي تجيب إذا ما كانت غطرسة الصهيوني قد آتت أكلها ام ارتدت على فاعلها بأشد ما يمكن لطعم العلقم أن يفعل، كنت اراقب في المرة الأولى الطبقة العليا من المدرجات هل سيكون فيها حراكاً مستجيباً لما اراد الطيران الصهيوني ان يحققه، اندفاعات نحو الأسفل، ولعلها تحقق تدافعاً بين الجمهور مما يحقق بعضاً من رجاء الرغبة في افشال التشييع والتأثير على روحية المعزين ولكن الهتاف المزلزل للملعب الرياضي بالموت لاسرائيل وحاميتها امريكا كان هو العنوان، ووالله التفت الى من كانوا حواليي قريبا من المنصة افتش عما اذا كان احدا منهم قد تزلزل او انحنى او ما الى ذلك ان لم يكن من الرجال فمن النساء فلم اجد الا هامات عالية واكف مضمومة تلوح في السماء هيهات من الذلة، وهذا الامر ما كان بعيدا عن الصبيان والصبايا… رددت في داخلي هنيئا لك يا سيد حسن صنعت امة في حياتك وعاودت صناعتها يوم تشييعك… جزاك الله خيرا يا سيد حسن لقد أرعبت الصهاينة في حياتك وفي يوم تشييعك، وعوض ان ترتعب الأمة بشهادتك لتلوذ فرارا من خندقك راحت تسطر ملاحم التلاحم مع خندقك تلاحم الاعضاء مع الجسد والجسد مع الأعضاء…

وفيما كان الجمع يستمع في بداية كلمات الامين العام الذي كان ينقل كلمات السيد حسن في خطابه لجمهوره أنتم أشرف الناس حتى رأيت أربعة طائرات اف ١٥ تقبل بارتفاع منخفض جدا وبسرعة متمهلة ثم لتنطلق وتفتح الصوت من وسط الملعب ومثل المرة الأولى عاودت مراقبة الأثر المتخلف على الجمهور ولكن هذا الجمهور الذي سبق له ان رأى من غربان الشر هذه الآلام المضنية ما كان له حينما أحس بها إلا ان هتف انا على العهد يا نصر الله وظل يهتف بهذا الهتاف الى اخر لحظات الوداع…

قد يتذرع العدو بآلاف الذرائع ليبرر ما فعل، ولكنه لن ينسى أن شعباً أجرداً من أي دفاع ضد طيرانه بقي اقوى من اطنان مقذوفاته، وما كانت لغطرسته إلا أن يحسب لها اللبناني حساب ألعاب الصبيان…

الصهيوني أراد أن يمحو عار وجود خمسة فرق عسكرية بكل اهبتها ومن ورائها الدعم الامريكي الذي لم يتوانى من إرسال أي وسيلة للقتل ان يحتل قرية صغيرة من الجنوب… أراد بحماقته الجوية أن يسجل ولو هدفاً فرمى الكرة في مرماه وراح يولّي الدبر… ليس هو فحسب بل ان حسابات الداخل اللبناني الذي حاول اأامريكان والفرنسيون والسعوديون فضلا عن الصهاينة ان يجعلوه حصنا يعوض في السياسة ما خسروه في الحرب، ولكنهم بعبثهم الصبياني احرقوا اصابع ربائبهم في الداخل ولما يزل في جردة حساب الداخل اللبناني الكثير مما يحرق الاصابع ويقلم الأظافر ويجرّ آذان صبيان السفارة وزعران الشوارع…

رحمة الله عليك يا أبا هادي لقد كنت شاهداً ورحلت شهيداً ودفنت لتحيي الامة من بعدك وهنيئاً لك ما حظيت به ولا حرمنا الله من كرامة ما لحق بك واخوتك، فنحن على العهد الذي تعاهدنا عليه من قبل، وسنبقى حتى يفعل الله ما يشاء بعباده…

جلال الدين الصغير

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك