أبو فاطمه الشويلي
أيها الشهيد الذي غاب جسده وبقيت روحه تنير الدروب، كيف لأرضٍ أن تنجب مثلك مرتين؟ وكيف لقلبٍ أن يحبك ولا يفيض عشقًا؟
كنتَ يا أبا مهدي كالنجم في ظلمات الليل، وكالواحة في صحراء الجدب، وكالأب الحاني بين أيتام وطنه.
لم تكن قائدًا عاديًا، بل كنتَ فكرة تمشي على الأرض، ورسالة صدق تُقرأ في كل قلب حرّ. رأيناك تبني بيدٍ وتحمل السلاح بالأخرى، تجمع شتات شعبٍ وتزرع الأمل في النفوس. كنتَ للعراق حبًا ولأهله سندًا، وللأعداء جدارًا لا يُكسر.
رحلتَ، ولكنك لم تغب. تركتَ أثرًا في كل زاوية من وطنك، ورسمتَ بدمك الطاهر لوحةً ستبقى أبد الدهر.
سلامٌ عليك يوم وُلدتَ قائدًا، ويوم ارتقيتَ شهيدًا، ويوم تُبعثُ حيًا.
سلامٌ على روحك التي علّمتنا أن الوطن أغلى من الحياة، وأن الدم إذا ما سال لأجله صار نورًا يضيء طريق الأجيال.
رحمك الله يا أبا مهدي، يا من غدوتَ عنوانًا للوفاء والخلود.
https://telegram.me/buratha