المقالات

الخصوصية حصانة من الاستهداف


بقلم بـدر جاسم

 

الخصوصية مهمة للإنسان، هي سور يحميه من المخاطر أو من إن يتسلل إليه شيء يؤذيه، إذ لا يمكن استهداف المجهول والمبهم، ما لم يكن معلن عنه أو ظاهراً للعيان.

 

عندما يعرف الآخرون عنك كل شيء، سوف تفقد خصوصيتك، ويصبح كل ما لديك من الهبات الإلهية مشكوفة للجميع، بالتأكيد ليس الكل لديهم مثلك، وحتى وإن كان، فليس كلهم يتمنون أو يقبلون أن تكون مثلهم، هذا ما سينغص عليك تلك النِعم، ورخيص ذلك الشيء المكشوف مقارنة بذلك الذي يلفه الغموض والسرية، أن تكون مبهماً وأحجية للاخرين وتكون ملاكاتك سرية إلى حد ما، فيقيناً ستتمتع بما لديك وقتاً أطول، وإن أخطر ما سيواجهك في الحياة حين يُسلط الضوء عليك، وقتئذ ستفقد عنصر الخصوصية حينها ستكون في دائرة الخطر وهذا ما حصل مع الكثير من القادة في جبهة المقاومة، ما أن سُلطت الأضواء عليهم، حتى تم استهدافهم وبسهولة، ولنا في قصة الشهيد السعيد قناص العراق ابو تحسين الصالحي رحمه الله خير دليل، فما ان سلط الضوء عليه حتى انكشفت اوراقه للاعداء فتم اغتياله وهنالك شواهد اخرى كثيرة.

 

إن الكشف عن خصوصيتك لن يزيدك شيئاً، ففي شركات التواصل الإجتماعي ما يغنيك عن ذلك وهي في سباق مع الزمن لسرقة خصوصية هذا وذاك والحصيلة الملايين والملايين قد اصبحت خصوصيتهم في خبر كان، وقد أصبحت سلعة تتسابق الشركات للحصول عليها، فهم يعرفون ماذا تحب وماذا تكره ومن اين تأتي وإلى أين ستذهب وما هي اكلتك المفضلة بل وحتى سيارتك ولونها… حقيقة لقد اصبحت خصوصية الانسان في هذا الزمن في خطر

 

وعليه يجب الحفاظ على خصوصيتك قدر المستطاع، نفسياً ستفقد الشغف والهمة إن تكلمت عن عملك القادم، أو عن فكرتك التي تروم تنفيذها، فقد قال الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" وهذا ما يمنحك القدرة على المواصلة، كذلك يجنبك الكثير من المشاكل والمطبات والمفاجآت الغير متوقعة وربما تكون كارثية.

 

الخصوصية هي مساحتك الخاصة بك انت ، فلا تسمح للأخرين اقتحام تلك المساحة، والتي تحفظ داخلها أشيائك الثمينة، من أفكار وطموحات، وما جادت به عليك كف العطاء الإلهي من عائلة وممتلكات وكل شيء، إن جعلتها تحت غطاء الخصوصية ستكون لها حصانة من الاستهداف، فالخصوصية اليوم مطلوبة اكثر من اي وقت واحذر من المتطفلين الذين لا هم لهم سوى كشف الاسرار او حتى بيعها لمن يدفع اكثر..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك