المقالات

احترام القانون خطوة حضارية


مانع الزاملي

 

لكل مفصل حكومي او رسمي هيمنة كبيرة يمارس من خلالها نشاطاته الرسمية والسياسية، وفق قوانين ونواميس مرعية في كل دائرة او مؤسسة، ولكي تكون هناك ضابطة تحد من تجاوز المسؤول على القانون او استخدام صلاحياته الواسعة التي يتيحها له موقعه الرسمي ، لابد ان يكون هناك حاجز صد قوي وفي الدول ومنها العراق وجود محكمة عليا (المحكمة الاتحادية العليا) تستمع للشكاوى وتتخذ القرارات الصارمة بشأنها بعيدا عن اي ضغط سياسي او اجتماعي او عرفي، والانقياد والقبول بقرارات المحكمة يؤدي لاستقرار البلد وتضمن هيبة الدولة، واذا افترضنا وجود اعتراض على قرار ما من قبل موضوع الحكم ، يحق له ايضا ان يتقدم بطلب رسمي قانوني للنظر في طعنه ان وجد ، فالمحكمة الاتحادية العليا اتخذت يوم  امس الثلاثاء -قرارا بأنهاء عضوية رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ،بعد دعوى تزوير تقدم بها احد النواب من كتلته ،والمحكمة في قرارها انهت عضوية النائب ليث الدليمي ( الذي اقام الدعوى ضد الحلبوسي) اذن القضية لا عدو مفترض فيها لانها صدرت من ذات الحزب ومن نفس الطيف !علما ان المحاكمة بدأت في شهر شباط الماضي امام المحكمة الاتحادية العليا وصدر قرارها الملزم غير قابل للتمييز والنقض يوم 14 /11/2023 يوم امس الثلاثاء،والدليمي هو نائب سني كان ينتمي الى حزب تقدم الذي يتزعمه السيد الحلبوسي ،والذي اتهم فيه انهاء عضويته من البرلمان بأمر نيابي غير قانوني ( تزوير)  

وفعلا تم انخاذ الاجراءات العملية لانهاء وجود كل مايتعلق بالحلبوسي من امتيازات او حمايات او ميزات يتمتع بها قبل انهاء عضويته ، ان احترام وتطبيق هكذا قرار كبير يبشر بأن البلد يسير نحو الامام وذلك بلجم اي سلوك غير قانوني مهما كان موضوع الحكم سواء كان مواطنا عاديا او رئيسا لأعلى سلطة تشريعية في البلد، وطبيعي ان يلجأ الحزب الذي يرأسه الحلبوسي لتعطيل حضور نوابه وليس استقالاتهم لكي تتضح الصورة ويتم الاطلاع بدقة على تفاصيل الحكم كما اعرب عن ذلك الحلبوسي نفسه ! ان القانون والمحكمة العليا هي مسمار الامان الذي يمنع الوضع من الانفجار او سوء استخدام السلطة ، ويقيني ان الذين شكروا الحلبوسي لخدماته لايعني بالضرورة تعزيته او الدفاع عنه مقابل حكم بات وقطعي ، لذلك هناك تطلع لانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب وحسب ما متفق عليه وحسب القانون خلال فترة زمنية محددة ، ولايوجد فراغ دستوري وذلك لوجود النائب الاول للرئيس الذي سيدير تلقائيا جلسات مجلس النواب ، وكذلك للسيد السوداني الصلاحية القانونية لتعويض الوزاء الثلاثة المنسحبون ، احتجاجا على عزل رئيسهم ، وكلنا امل وتوقع ان الامور ستتجه نحو الحل وان كان هناك بعض الارهاصات التي قد تؤجل موعد اجراء انتخاب مجالس المحافظات لأسباب فنيه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك