المقالات

ما بعد العلمانية؛ انكشاف للتوحش الغربي.. !


د. محمد ابو النواعير ||

 

مصطلح ما بعد العلمانية، وضحت ملامحه من خلال حصول اعلى درجات التوتر ما بين انساق الفكر والثقافة والسلوك الديني، وما بين تحررية ولا تدين الفكر الليبرالي الرأسمالي الديمقراطي الغربي.

اقصى و (اقسى) ملامح هذا التوتر (في نسق الفكر الديني) قد ظهرت بوضوح في احداث ١١ سيبتمبر، كما يرى هابرماس، حيث حصل نتيجتها عملية ممنهجة ومنظمة لتسقيط الوجود الديني في المجتمعات البشرية (فكرا ووعيا وتاريخا وممارسة).

من وجهة نظري، ان اقصى و (أقسى) ملامح هذا التوتر قد ظهرت في الطرف الثاني (انساق العلمانية الليبرالية الغربية)، في احداث غزة، وانكشاف اقنعة الزيف الغربي التي لا تمانع من تأييد اي ابادة جماعية للجنس البشري، وتكسر وانهيار ابنية منظومات الانساق الفكرية الغربية التي تدعي تقديس الانسان وحقوقه وحياته ودمه وكرامته، واعادت الى الذاكرة البشرية، التوحش الغربي الذي اقام حضارته على الدماء والجماجم والحروب، والتي لم تنتهي بالحرب العالمية الاولى والثانية، بل انطلق في ديمومة، حتى وصلت في يومنا الى غزة. !

اذن نحن اليوم امام معادلة قد تعادل طرفيها، من حيث تحطم الادعاءات القيمية العليا - وان كانت احداث ١١ سيبتمبر لا تمثل كل الانساق الدينية حتى في نفس الدين الاسلامي - الا ان الفرق بين الطرفين واضح، فهناك جزء صغير من بعض الانساق الدينية، تنتهج منهج العنف والتفجير، وهي ليست مقبولة من قبل كل قيادة المنظومة الدينية .

في مقابل (شبه) اجماع لمنظومات قيادة الفكر الليبرالي الديمقراطي (العلماني)، في تأييد وحشية ما يصدر من انساقهم، من قتل واجرام وابادة جماعية، كما نراه يحصل اليوم في غزة. !

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك