المقالات

الاستراتيجية المستقبلية لطوفان الأقصى


غيث العبيدي ||

 

بعيدا عن لغة الأرقام..

من قتل أكثر،

ومن دمر أكثر،

من صال وجال أكثر،

ومن أفرغ اطنان القنابل على البشر والحجر والشجر أكثر،

من عذب الطفولة أكثر،

ومن روع النساء أكثر،

من افزع الطيور أكثر،

ومن كسر أغصان الزيتون أكثر،

من حاصر اكثر وجوع أكثر وصدر الظلام أكثر،

ومن كانت اختياراته خاطئة ومؤلمة أكثر.

وبعيدا عن طحن الأجساد، وقتل الاحلام، وتدمير الجوامع والكنائس والمآذن، وقريبا من المتغيرات التي حصلت ساعة المنازلة وفي ارض المعركة، استراتيجية التفكير والتخطيط والإدارة للمقاومة الإسلامية، وتناغمها مع بيئتها الخارجية، وفن استخدام تلك الاستراتيجية، ومديات ذهابها بعيدا، وتداعياتها العالمية، كانت ومازالت من أهم أولويات المقاومة الإسلامية، ليس في فلسطين وحسب بل في عموم المحور المقاوم.

وهدفها الوحيد ليس الانتصار وكفى، بل لتثبيت ذلك الانتصار، وتحطيم معنويات العدوا، وتعطيل حركاته، واهانته وكسر هيبتة.

والأهم من ذلك كله، نقل النكبة والاعتراف بالهزيمة الماحقة من الداخل العربي للداخل الصهيوني، بحيث ستصبح مناسبة يستذكر من خلالها الكيان هزيمتة.

المقاومة الإسلامية في إدارتها لطوفان الاقصى، توقعت ردود فعل العدوا، وصاغت احتمالات مستقبلية لذلك، فأصبحت لديها إمكانية التنبؤ بالتغيير، والتحول المتسارع للأحداث، وتوظيفه لصالحها،

وبهذا تكون المقاومة، استطاعت قلب موازين الاحداث ونقل معادلات الرعب و الردع و التوغل و المباغتة، على رؤوس أصحابها، وتجاهلت التفوق النوعي العسكري للعدوا، لتتربع على عرش الاستراتيجيات المعاصرة في إدارة المعارك والمنازلات.

 

وبكيف الله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك