المقالات

رواتب الإقليم خاوة سياسية أم قروض حكومية؟؟!!  


إنتصار الماهود || 

 

”شوكت تخلص هالربابة“ ربابة رواتب إقليم شمال العراق التي لا تنتهي، لماذا يتم إفتعال الأزمات في كل مرة، من أجل إستحقاقات مالية لمواطنين عراقيين كما نظن نحن ؟؟ من هو الطرف الذي يثير النزاعات دوما؟ ما الذي يريده الإقليم من المركز وما هي طلبات الحكومة  المركزية من الكورد؟ كيف تدار الأمور خلف الكواليس؟ من الذي يقف خلف تلك التصريحات النارية التي تؤجج الوضع كل مرة؟ عشرات الأسئلة التي بقيت دون إجابة، والمواطن لا يعرف لمن يلجأ كي يفهم ما يحدث في بلده، والآن هو دورنا كي نضع بعض النقاط على بعض الحروف، ”تعالوا يمي حبوبة وركزوا شوية“.

لنفهم أولا أن حصة الإقليم  من الموازنة هي حصة مقطوعة، غير مفصلة بفقرات محددة، بتعبير أبسط ”كلهن بقچة وحدة “، تشمل رواتب، نفقات حكومية، نفقات إستثمارية، بنى تحتية، رعاية إجتماعية وغيرها، وللإقليم الحرية بكيفية تقسيمها، فالمسؤولون هناك يرون أن كل النفقات أهم من  تأمين رواتب موظفيهم ، ولأن الفساد مستشري جدا في مفاصل المؤسسات هناك، نرى أن قادة الإقليم لجأوا في العام 2016،الى حل شيطاني لم يخطر ببال إبليس حتى، وهو إستقطاع نسبة من رواتب الموظفين تتراوح من (15 إلى 75 بالمئة)، ويتم صرفها كل 50يوما بدل 30يوما، ثم بعد ذلك  تم تعديل النسبة لتكون(10 إلى 30 بالمئة)في عام 2018،ولجأ قادة الإقليم إلى الإستدانة من بغداد لتسديد تلك الرواتب على شكل قروض تسدد بدفعات عن طريق مصرف TBI بجدولة تصل لخمس سنوات، ولم يحصل المركز على تلك الأموال لغاية اليوم. 

تراكمت قيمة تلك القروض خاصة في عهد حكومتي الكاظمي والسوداني حتى بلغت 1 ترليون و 400 مليار دينار وجب أن تسدد كدفعات تستقطع من حصة الإقليم  خلال 4 شهور. 

إذا مسألة الرواتب لم تكن منحة أو هدية، بل هي قروض يجب ان تسدد للخزانة العامة وخلال وقت محدد. 

من هو المسؤول إذا  عن الترويج لزوبعة الرواتب كل فترة؟ صحيح أن هنالك تقصيرا واضحا لدى حكومة بغداد في متابعة و مراقبة ملف الرواتب، لكن هل من المنطق أن يدير المركز ظهره لمواطني بلده الذين لا ذنب لهم سوى تمثيل سياسيين فاسدين لمصالحهم؟. 

تثار أزمة الرواتب في كل مرة، حينما يطلب المركز من ساسة الإقليم بيانات واضحة وشفافة، بعدد موظفي الإقليم من أجل تأمين رواتبهم الإ أن السلطات في أربيل ترفض كالعادة والسبب، هو عدد الموظفين الفضائيين والبالغ  500 ألف موظف من أصل مليون و 250 ألف، حسب تصريح للنائب ريبوار كريم في لقاء له، تخيل معي نصف مليون فضائي من كوكب فيغا يتم تسليمهم رواتب وإمتيازات، أين تذهب تلك الأموال!؟ لكهف شاندر في أربيل أو يبتلعها الثقب الأسود في الفضاء، أم لجيوب الفاسدين هناك، الخيار لك لتحزر. 

إشترطت حكومة بغداد لضمان حصة الإقليم من الموازنة وتأمين الرواتب،إيداع الواردات النفطية وغير النفطية في حساب مستقل، في البنك المركزي يشرف عليه شخصيا رئيس الوزراء. 

 1.الواردات النفطية تشمل تسليم إيرادات 400 الف برميل الى شركات مثل كار وقيوان، أو تسليم النفط الى مصاف محلية مثل الدورة وبيجي من خلال عملية ربط الانابيب لم نرى منها شيء لليوم، كما يتم تسليم 150 الف برميل نفط لم يستلم المركز سوى 63 الف منها. 

2.  الواردات الغير نفطية، فتشمل موارد المنافذ الحدودية والنشاطات الإقتصادية والرسوم، 50% منها تسلم للمركز و 50% منها للإقليم، ”فلوس العراقيين كلها  سياحة وعقارات هناك يعني أعمال مزدهرة“، وكالعادة أمتنع الإقليم  عن السداد. 

ما تريده بغداد واضح وهو الإحتكام للدستور في تنظيم العلاقة المالية بينها وبين أربيل، أما أربيل تريد تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب والإستحواذ على كل شيء كنوع من التعويض عما عانوه إبان حكم البعث العبثي ”وكأننا بعثيين أو من كفار قريش لنعامل بتلك المعاملة منهم“، إن إختلاف وجهات النظر أثر كثيرا في إتخاذ القرارت المالية والإحتكام للدستور، فالسياسي الكوردي يحسب أن الخضوع للدستور هو خنوع لسلطة بغداد وليس تطبيقا حقيقيا للشراكة الوطنية . 

لا شك أن هناك أيادي خفية تتحكم بالمشهد وتتلاعب به، فكلما تتم عرقلة مطالب الكورد،  نراهم يستخدمون الفيتو داخل البرلمان، كالإنسحاب ومعارضة القوانين المهمة، التي تخدم البلد بصورة عامة، أو حتى اللجوء لأحضان العمة إلينا  للشكوى من قسوة حكومة بغداد الظالمة،بل إن بعض السياسيين الكورد ذهب لأبعد من ذلك، بإطلاق تصريحات نارية و غير مهنية مشينة ضد الحكومة المركزية، فالسياسي الكوردي عنيد لا يخجل من إستخدام أسوأ أسلحته، من أجل الحصول على مكاسب له، وأنا لا أقصد مكاسب تهم المواطن، بل مكاسبه الشخصية، فلو كان مهتما بالمواطن لما وضعه كدرع بشري كل مرة، ويساوم بغداد به. 

كدت أنسى فقرة مهمة، وهي القروض الممنوحة للكورد نسبة فائدتها 0% ولم تدفع ، وهم فقط من حصلوا على هذا الإمتياز ” مدري ليش تذكرت البصرة، اويلي عليچ  يا أم الخير،تطلبين الحكومة من قانون البترو دولار 18 ترليون دينار لحد الآن ولا فلس أخذتي منها،تخيل لو بصرتنا أخذت حصتها من البترو دولار وتم إستثمارها بشكل صح، بعد يا أربيل يا دهوك، تصير جنة الجنوب على الأرض“ بس شنكول أوووووف العضة بالجلال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك