المقالات

أين الموازنة ياجماعة الخير؟!


وسن الوائلي ||

 

     لأشهر طويلة إنتظر الناس إقرار الموازنة المالية لواحد من اعوام العراق وقد تساءل البعض عن اي موازنة يتحدث الساسة؟ هل هي موارنة 23 أم 24 ام 25 حيث كثر الحديث عن تلك الموازنة الانفجارية التي ظهر فيما بعد انها تعاني بعض العجز وهي موازنة ثلاثية وتقرر ان تغطي مشاريع البنية التحتية والخدمات والمشاريع الاستراتيجية التي لم يتوفر الكثير منها لدى العراق خلال العقود التي مرت والتي كانت عقود ثورات وانتفاضات وحروب وحصارات وانقلابات ودكتاتوريات تمددت وتوسعت واكلت وشربت معنا حتى اصبح الشعور السائد إننا لن نغادر تاريخ الأسى كما وصفه الشاعر طالب عبد العزيز في لوحته الشعرية تسعينيات القرن الماضي وسماها تاريخ الأسى حين كان الحصار ينهش قلوبنا وارواحنا كعراقيين لايسمح لهم بالتفكير ولابالتقرير ولا بالمشاركة وعليهم ان يستقبلوا العذابات والهموم بوصفها ضيوفا مرحب بها رغما عن صاحب الدار الذي قد لايرغب بها بل لايرغب بالمطلق ولكنه يتصرف على قاعدة مكره أخاك لابطل.

     ثم اقرت الموازنة ووقع عليها رئيس الجمهورية ونشرت في جريدة الوقائع العراقية ثم قالوا انها بانتظار الصرف حيث قدمت كل وزارة متطلباتها المالية التي قيل انها عرضة للفساد والاستغلال من قبل المفسدين واصحاب المصالح والمتغولين والقوى الكبرى الفاعلة التي لاهم لها سوى أن تكتنز مااستطاعت من اموال حيث دفعت موظفيها واعضائها ليكونوا موظفين في مختلف المؤسسات ليمثلوا مصالحها ويضمنوا حصصها من المشاريع والعقود واللجان والكومينشنات التي تقدم من هنا وهناك ولعل من مصائب الدهر ان تتحكم فئة بحياة الناس ومصائرهم وحاجاتهم وكيانهم الانساني الذي يتعرض للانتهاك والتجريح لمجرد ضمان القوى الفاعلة والمستفيدة من المحاصصة وطريقة التوزيع البالية ثم اننا وحتى اللحظة لم نشهد للموازنة من أثر على الواقع الاقتصادي والاستثماري وظروف المواطنين العراقيين خاصة وانها موازنة عالية وتضمنت ابواب صرف عديدة بدءا من مشاريع البنية التحتية والخدمات والكهرباء والطرق والجسور والاستثمار في مشاريع الطاقة واستيراد المواد الغذائية والمجمعات السكنية والمستشفيات والمدارس والجامعات ومشاريع عدة اخرى هي في الواقع من الاساسيات التي يحتاج اليها العراق ليعيش كما ينبغي وكما يجب لبلد غني مليء بالثروات والامكانات وانواع الموارد التي لاحصر لها.

     من حق كل مواطن يعاني ان يسأل أين الموازنة ياجماعة الخير فنحن في شوق لنعيش كبقية الناس فقد مللنا الانتظار والتمني وتوسل التغيير والخروج من المشاكل الاقتصادية وتنمية القطاع الخاص وجلب الاستثمارات الخارجية فياليت الموازنة تصرف في مواردها وابوابها الحقيقية وان لاتتحول الى بخار يتطاير في الهواء الطلق ولانمسك منها شيئا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك