المقالات

الحسين "ع" اول من وضع قواعد حقوق الانسان

1186 2023-07-29

مجيد الكفائي ||

 

لم يكن الإمام الحسين (ع) بطلا من ابطال المقاومة والحق والشرف والكرامة حسب،  بل كان المؤسس والمدافع الأول عن حقوق الإنسان واول من ارسى تلك القواعد لتصبح بعد الاف السنين حقوقا تدافع عنها المنظمات الانسانية والشعوب وتجعلها قانونا ممنوع التجاوز عليه، ففي العاشر من محرم قبل اكثر من الف عام اعلن الامام الحسين  امام الالاف من الناس الذين جاؤا لقتاله قائلا : (ان لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم) ، هذه القاعدة التي وضعها الحسين اصبحت فيما بعد احد قواعد حقوق الانسان في اغلب الاتفاقيات الدولية ومادة تدرس في الاكاديميات الرصينة في كل العالم ،  ومن يقرأ خطب الحسين يوم عاشوراء  يجد ان خطبه هي مواد في حقوق الانسان نصت عليها الاتفاقيات المختلفة في العصر الحديث  ، فمن يتفحص قوله (لَا وَ اللَّهِ لَا أُعْطِيكُمْ بِيَدِي إِعْطَاءَ الذَّلِيلِ، وَ لَا أَفِرُّ فِرَارَ الْعَبِيدِ) يجد ان الحسين يحث على مقاومة الظالم المستبد (حق المقاومة ) وينكر ويأنف من الذل ولو كلفه ذلك حياته وهكذا ضحى بحياته وحياة عائلته من أجل أن يعلم الناس ان الحرية والمبادىء والاخلاق اهم من الحياة تحت ذل العبودية والاستغلال وطغيان الظالمين ، وبدا ذلك واضحا في قوله :(اني لا ارى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما  )

لقد رفع الحسين راية الحق ودافع عن حقوق الانسان في وقت لم تعرف البشرية اتفاقيات جنيف ومبادىء حقوق الانسان بل كان الانسان القوي والسلطان الظالم  يقتل ويسبي النساء وكانت تعد افعاله هذه المنافية للفطرة البشرية والاخلاق شجاعة وبطولة. 

ان معارضة الحسين (ع) لحكم يزيد بن معاوية لم تكن من اجل السلطة بل كانت من اجل اسقاط نظام اتسم بالظلم والفساد والمحسوبية والطغيان وتكميم الافواه ، فرآى الحسين  حين ذاك ان واجبه الشرعي والانساني يحتم عليه مواجهة هذا النظام المتسلط الفاسد،  لذلك فثورة الحسين هي الدعوة الاولى

إلى الحرية والمساواة بين جميع الناس، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو جنسهم، وهي ايضا ثورة ضد الظلم والاضطهاد والفساد، حين كان الناس يُستعبدون ويُقتلون دون حق. لقد رأى الإمام الحسين (ع) كل هذه الظلم والفساد في نظام بني امية ، فلم يصم أذنه ، بل قرر أن يقف في وجهه ويدافع عن حقوق الناس والامة .

وهكذا  كانت ثورة الإمام الحسين (ع) نقطة تحول في تاريخ الإسلام والانسانية فقد أشعلت شعلة المقاومة والحق في نفوس المسلمين والشعوب غير المسلمة، ودفعتهم إلى النضال ضد الظلم والفساد.

 فالإمام الحسين (ع)  بثورته تلك كان مدافعًا عن حقوق الإنسان بكل ما تعنيه الكلمة،وقد دافع حتى الموت كي ينعم  الانسان المضطهد بالحرية والكرامة والعدالة. وكان الشهيد الاول من اجل حقوق الإنسان في العيش الكريم  وكان رمزًا للمقاومة والأمل ولازال شعاره هيهات منا الذلة ترفعه الشعوب المضطهدة لتاخذ حقها من الظالمين .

 وفي ذكرى عاشوراء من كل عام نتذكر الإمام الحسين (ع) لنجدد عهدنا له بالدفاع عن حقوق الإنسان، وتحقيق العدل والكرامة للجميع.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك