المقالات

وأشرقت الأرض بنور فاطمة


عبد الرحمن المالكي ||

 

ولدت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في العشرين من جمادي الآخرة، وقد كان النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) له من العمر خمسة واربعين عاماً، فأقامت بمكة ثمان سنين، وبالمدينة عشر سنين.

 لما حملت السيدة خديجة (عليها السلام) بفاطمة، كانت فاطمة (عليها السلام) تحدّثها في بطنها وتصبّرها، وكانت تكتم ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فدخل رسول الله يوماً فسمع خديجة تحدث فاطمة (عليها السلام) فقال لها: يا خديجة من تحدثين؟ فقالت: الجنين الذي في بطني يُحدِّثني ويُؤنِسني.

 لقد شهد النبي بحقّها واعلن فضلها، فقد روي عنهُ انه قال: ((فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها فقد أغضبني))، وكذلك قال بحقها: ((فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها ويغضبني ما أغضبه)).

ولفاطمة (عليها السلام) تسعة القاب، ومنها : الصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية والمحدَثة والزهراء وام ابيها.

لم يسمع يوماً أن فاطمة تكبرت او أصابها العجب أو الغرور بالرغم من أن أباها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، بل كانت على رغم نسبها الرفيع وموقعها الشامخ، متواضعة جداً في ملابسها وحياتها اليومية فقد كانت تطحن بالرحى بيدها حتى مَجِلت، وكانت فاطمة وهي ابنة خاتم الأنبياء (صلى الله عليه واله وسلم)، مطيعة لزوجها طاعة تامة لا تثقل عليه بالطلبات أبداً وترضى منه باليسير من المال والطعام لأنها تعيش الآخرة في قلبها وعقلها فلم تكن الدنيا لها نصيب في فاطمة ولذلك قال علي (عليه السلام)، بحقها: (ما أغضبتها يوماً ولا أغضبتني)، وكانت تعتني اعتناء عظيماً بتربية الحسنين (عليهما السلام) وتعليمهما الآداب والحكمة والعبادة واحترام الناس والإيثار كما وكانت تهتم بملابسهما وبنظافتهما مراعاة لروحيهما وتجسيداً لتعاليم ديننا الاسلامي.

وقد كانت للسيدة الزهراء(عليها السلام)، جلسات تعليمية مع نساء المدينة ممن ترغب في التعلم أو تريد أن تستفسر عن حكم شرعي أو تفسير للقرآن، وهكذا تحتل فاطمة (عليها السلام) مكان الصدارة في كل شيء فإنها القدوة بحق لذا حق علينا القول ان تلك المدرسة العظيمة التي تجسدت في شخصية فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي نور اشرق الارض بوجودها المبارك.

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك