المقالات

التقليد التركي للاحتفال بالمولد النبوي في مرقد الإمام أبي حنيفة

1914 2022-10-15

د.علي المؤمن ||

 

   سؤال مكرر من بعض القراء الكرام حول سبب إقامة أهلنا السنة في بغداد احتفالهم بالمولد النبوي الشريف في مرقد الإمام أبي حنيفة النعمان، رغم كونه طاجيكياً إيرانياً، ولايمت بصلة نسبية أو سببية الى النبي، ولا يقيمونه في مرقد الإمام موسى الكاظم، حفيد النبي ووريثه الأسري والديني.

   أجيب: هذه العادة أسسها الأتراك العثمانيون قبل (٥٠٠) سنة تقريباً، بعد أن احتلوا العراق، وفرضوا تقاليدهم المذهبية الحنفية على تقاليد سنة العراق العرب وعاداتهم الاجتماعية الدينية. وبما أن الاحتلال العثماني للعراق استمر أكثر من أربعة قرون؛ فلعل من الطبيعي أن تكون أغلب عادات الأتراك العثمانيين وتقاليدهم الاجتماعية الدينية قد تأصّلت لدى أهلنا السنة في العراق، ولاتزال قائمة حتى الآن.

   أما لماذا كانت الدولة التركية العثمانية تتبع المذهب الحنفي؟؛ فإن السبب يعود الى كون أبي حنيفة هو الفقيه السني الوحيد الذي لم يشترط بخليفة المسلمين أن يكون عربياً قرشياً، وهو ما جعل السلاطين العثمانيين يتبعون مذهبه، من أجل كسب الشرعية الدينية لموقعهم كخلفاء للمسلمين السنة. ولذلك؛ كان من الطبيعي أن يحتفل الأتراك العثمانيون بالمولد النبوي في مرقد الإمام أبي حنيفة، ولا يحتفلون في مرقد حفيده الإمام الكاظم، لأن بينهم وبين الكاظم فاصلة نسبية وسبيية وروحية ونفسية كبيرة.

   وربما كان ينبغي بعد جلاء الاحتلال التركي عن العراق في العام 1917، تغيير هذا التقليد التركي عند أهلنا السنة في العراق، بل تغيير الكثير من التقاليد والمصطلحات والمفاهيمهم التركية الاجتماعية الدينية، ومنها النظرة الموروثة الى شيعة العراق، حين كان الأتراك العثمانيون يعدون العراق ملكهم الحصري، وأن بغداد هي البوابة الشرقية للعالم السني، وأن الشيعة رعايا من الدرجة الثالثة، عليهم واجبات وليس لهم حقوق.

   هذا التغيير ينبغي أن يستند الى  حقائق الجغرافيا السكانية للعراق، حتى يقتنع أهلنا السنة بأنهم شركاء في الوطن، وينسوا أنهم أصحاب الوطن حصراً، وأن من يفكر بغير عقلهم الموروث فهو طائفي وليس وطنياً، وأن شيعة العراق مجرد رعايا لدولتهم العراقية، وجنود لحروبهم، وخدام لحكوماتهم، وأبواق لزعمائهم، وكما وصفهم طلفاح التكريتي (خال صدام حسين) في العام 1977 خلال انتفاضة النجف في صفر: ((الشيعة نِزل ويدبچون)).

  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك