المقالات

فجيعة فقد الولد نار متقدة الى الابد

1638 2022-10-08

د. عطور الموسوي ||   ظلت والدتي طيلة عقود البعث المظلمة تترقب ولديها وعودتهما بأمل منبعث من ثقتها بالله سبحانه ، على الرغم من ان كل المعطيات المنطقية تشير الى استحالة وجودهما على قيد الحياة  نظرا للقمع والقسوة التي جابهت بها سلطة البعث كل معارض ولو عارضه في ضميره فقط  .. ولان عوائل المعتقلين في بحث دائم عن فلذات الاكباد فهم حتما يلتقون عند ابواب مديريات ودوائر أمن السلطة التي تعددت وتشعبت ، ومن هنا تولدت علاقات جديدة بينهم حيث الدموع جمعت الامهات ، ونار فقد الولد واحدة تكويهن جميعا . حافظت امي على هدوئها رغم المحنة وعذابات تعيشها لحظة بلحظة ، لكنها تتالم دون ان تشعرنا بوجعها ، ومن احن منها علينا وهي ترانا هدف لسهام البعثيين يطاردوننا في مدارسنا وحيثما اتيح لهم ذلك ، ويزورون بيتنا زيارات قسرية مرعبة يقصدون بذلك اشعارنا انهم يراقبون كل امور حياتنا بل يعدّون علينا انفاسنا . عندما مات ابن جارنا رياض غرقا وهو شاب في مقتبل العمر لم يتجاوز عقده الثاني، تفاعلت امي بشده معه ومع امه الثكلى اذ كانت ابنتين لها وولد قد اعتقلا ..وكأن الطيور على اشكالها تقع والقاسم المشترك هو نزيف القلوب الولهى  ، امي التي لاتخرج من البيت الالضرورة ، اسرعت تواسي امه بقلب فجيع ودموعها لاتتوقف ... الفتى غرق في نهر دجلة ولم يعثروا على جثمانه بعد ... فخرج اهله وطلبوا من امه تنادي باسمه هكذا يعتقدون انه سيلبي نداءهم  ويطفوا على سطح الماء. صاحت الام الثكلى باسمه : "رياض.. يمه رياض" ولم يطفُ الغريق .. فطلبوا من امي ان تنادي باسمه فصاحت  وهي التي لاتعرف الصياح: رياض . .رياض.. وتبكي بكاءا مرا .. وبعد دقيقة واحدة طفى جثمان الشاب الغريق وتعجب الجميع مما حدث وصار صوت امي الخجول مضربا للامثال وتحدث به اهل الغريق رجالا ونساءا هم مستغربين من خروجها معهم الى جرف النهر .. والاكثر استغرابا انها علا صوتها بينهم وهم لم يسمعوا لها صوتا قط . حركها قلبها المفجوع بولديها .. وتقمصت دور امه دون شعور  منها .. انها لوعة فقد الولد نار فقده في القلوب لاتعرف لظاها الا الثكلى . حفظك الله ياامي واعان قلبك الكليم واثابك اجر الصابرين بغير حساب .. انه سميع عليم ..   10ربيع الاول 1444 7/10/2022
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك