المقالات

«كلاوجية».. العراق!!


سعدجاسم الكعبي ||   العراقيون يستخدمون كلمة “كلاو” وجمعا كلاوات لتمييز الكلام الصحيح عن الكلام الكذب، فيقول أحدهم للآخر الكلام الذي تقوله صحيح لو كلاوات!!.  وتدل الكلمة في نفس السياق على النصب الاحتيال واللعب بالكلام. وفي اللهجة العراقية الكثير من التعديلات والمرادفات الغريبة بعض الشيء والتي يصعب على القادمين من غير العراقيين فهم معناها. بالامس سمعت وزيرا سابقا وسياسيا عراقيا يتحدث عن الازمة السياسية الحالية ويرى ان الحديث عن المستقلين ودورهم "كلاو"!!.  وفي هذا السياق العراقيين اليوم باتوا لا يثقون بتصريحات المسؤولين ولا يصدقون منها شيئا، بل يسخرون منها ويهزؤون بمن يطلقها!!. الاستشاري النفسي الدكتور ريكان إبراهيم عن نظرية تفسر أسباب نشوء حالة عدم التصديق بين المواطن والمسؤول، يقول إنها تعود إلى عقود طوال من بناء الأسرة العراقية، حيث نجد سوء العلاقة القائمة بين الآباء وأبنائهم، إذ كان فقدان الثقة عنصرا قائما في نسبة كبيرة من المجتمع العراقي. وعلاقة الزوجة مع الزوج تقوم في الغالب على الخوف والحيطة والحذر، والطفل يراقب ما يدور في البيت بين أبويه، فيتعلم الشك وعدم الثقة. ووفقا للعقل الجمعي هناك جيلا فاقدا للثقة بمن حوله، ويتعلم الصغار من سلوك أقرانهم الكذب والتسويف. الكلاوات ومن ينتهجها باتت ظاهرة اجتماعية ولاتقتصر على السياسييين في تشمل كل مناحي الحياة ولعل الغش والكذب والتدليس هي تفاصيل من هذه الكلاوات والتي انتقلت بدورها للعمل الحكومي وبتنا نراها تتجلى باقذر صورها من خلال تعطيل المعاملات من اجل الابتزاز. مانراه اليوم هو نتيجة طبيعية لسنوات من الفوضى والفساد وانهيار قيم المجتمع وربما ستستمر لسنوات اخرى اذا لم نجد لها حلا ناجعا واوله هو استبدال الطبقة السياسية الحالية ورموزها الفاسدة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك