المقالات

بدو الصحراء والتقارب العراقي الإيراني

1617 2022-05-24

مهدي المولى ||    المعروف إن العراق وإيران سواء قبل الإسلام او بعد الإسلام يتحركان في دائرة حضارية واحدة  لهذا نرى تطور وتقدم هذه الدائرة الحضارية  الواحدة كلما ازداد تقارب  إيران والعراق  والعكس تماما كلما  ازداد ابتعاد  أحدهما عن الآخر أي إيران والعراق وهذه الحقيقة انتبه لها بدو الصحراء  الإعراب وحتى بدو الجبل ساروا على هذا النهج اي نهج العداء للعراق وإيران من الأتراك   ولو نظرنا نظرة موضوعية عقلانية لاتضح لنا بشكل جلي   إن أبناء العراق وأبناء إيران لم يعتنقوا الإسلام  نتيجة  لغزو الأعراب بدو الصحراء  وإنما نتيجة لوجودهم في اليمن  وتأثرهم بالإسلام  في زمن الرسول وارتفعوا الى مستوى الإسلام والتزموا بقيمه  الإنسانية السامية  على خلاف بدو الصحراء الأعراب  الذين  أنزلوا الإسلام الى مستواهم وطبعوه بطابعهم وفرضوه عل المسلمين بقوة  الحديد والسيف وقالوا هذا هو الإسلام. فخلال غزو الأعراب للعراق في معركة  سميت بمعركة القادسية كان أبناء العراق والكثير من أبناء إيران قد اعتنقوا الإسلام قبل معركة القادسية  وهذا ساهم مساهمة كبيرة في انتصار الأعراب على جيوش الفرس  وفرض نفوذهم على العراق وإيران.   الغريب إن هذا الغزو منح الإسلام صورة غير صورته الحقيقية  صورة الذبح  والسبي ونهب الأموال و رغم اعتناق أهل إيران والعراق للإسلام وأصبحوا أكثر تمسكا والتزاما به  منهم وأكثر فهما ومعرفة لأنهم ارتفعوا الى مستوى الإسلام  على خلاف بدو  الصحراء الذين أنزلوا الإسلام الى مستواهم  البدوي وهكذا  لم يتغير عداء بدو الصحراء للعراق وإيران وحقدهم عليهما بل ازدادا  والسبب معروف ومفهوم إن البدو يرى في الحضارة في العلم تهديد لوجوده وخطر عليه لهذا لا يشعر بالأمن والأمان  إلا بإزالة العراق وإيران من الوجود  أرضا وبشرا لا يريد إن يسمع  بهم   وهذا ما حدث للعراق وإيران منذ استشهاد الإمام علي واحتلال  الفئة الباغية  بقيادة معاوية بدا بفرض العبودية على العراق والعراقيين  لم نتخلص منها إلا في 9-4-2003  في هذا اليوم قرر  أبناء العراق قبر بيعة العبودية ومن أسسها ومن دعا اليها ومن أيدها  وأصبح العراقيون أحرار  لأول مرة في تاريخ العراق  أصبح العراقيون عراقيون بعد أن كان مشكوك في عراقيتهم  مطعون في شرفهم في أصلهم في دينهم في إنسانيتهم     أدركوا إن شرفهم  كرامتهم أعادت اليهم بعد أن فقدوها في زمن العبودية في زمن صدام وما قبل صدام.  في زمن الطاغية صدام الذي أتى  بالجهلة والأميين  وأصحاب السوابق وأهل الرذيلة والمتخلفين من أبناء عائلته ومن خلالهم تحكمت العاهرات وأهل الرذيلة والكاولية  وأتوا بالمجرمين وأهل الرذيلة من بلدان مختلفة  من مصر والسودان وبلدان مختلفة ومنحوهم صلاحيات واسعة منها التجاوز على أعراض العراقيين على أموالهم على مقدساتهم  وإذا قام العراقي بالرد يلقى القبض  عليه  ويحكم عليه بالموت . وبعد تحرير العراق من عبودية الطاغية من عبودية  آل سفيان وآل سعود  وآل صدام   قرر العراقيون الأحرار التقارب والتعاون مع إيران الإسلام   لأنهما   تمسكا بالصحوة الإسلامية بقيمها الإنسانية  الحضارية  ووحدا جهودهما   لبناء حياة حرة وخلق إنسان حر ومواجهة أعداء الحياة والإنسان  ومساعدة الشعوب التي تنشد الحرية والإصلاح في المنطقة   وطهرت صورة الإسلام من الأدران والشوائب التي لحقت بها  نتيجة لاختطاف الإسلام من قبل الفئة الباغية بقيادة آل سفيان والوهابية الوحشية بقيادة آل سعود  والطاغية المقبور صدام. وهكذا أصبح العراق قوة ربانية لا يمكن قهرها والنيل منها بفضل المرجعية الدينية  مرجعية الإمام السيستاني والحشد الشعبي المقدس والمساعدة والمساندة   للعراق والعراقيين من قبل الجمهورية الإسلامية  في إيران وبفضل ذلك سجل العراق على  أعدائه   أعداء الحياة والإنسان  إسرائيل وبقرها آل سعود وكلابها الوهابية القاعدة داعش ودواعش السياسة في العراق عبيد وجحوش صدام انتصارات ونجاحات أقرب منها الى المعجزات والأساطير من الواقع  وهذه حقيقة أعترف بها هؤلاء الاعداء.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك