المقالات

الوطن والزعامة! ..

2040 2022-05-06

ا.د جهاد كاظم العكيلي ||   منذ أن بدأت الخليقة، ومشكلة الإنسان تمحورت حول، من يتزعم او ينفرد ويظهر من بين الآخرين، وإلا ما الذي دفع بقابيل قتله لأخيه هابيل غير أن قابيل وجد نفسه أنه الأفضل من أخيه بتقديم القربان، طبعا بعد أن أغواه الشيطان، الذي هو أيضا خالف الخالق في قصة السجود، حين نادى ربه أني أفضل الخلق من آدم، لأنك خلقتني من نار وآدم خلقته من طين وعصا ربه وقال لربه : (انظرني إلى يوم  يبعثون، فقال فأنك من المنظرين) ..  ومنذ ذلك الزمن  يروي لنا التاريخ قصصا عن شؤون شتى في الحياة، فإختلفت الأمم على من يتزعمها، وتطافرت الرؤوس وتطايرت على أسنة السيوف والرماح من اجل أن يبقى هذا أو ذاك على زعامة قومه او أمته ..  وما نحن فيه الآن إلا وكأننا خلقا لذلك السلف الذي نبز الشيطان في قلوبهم لتدبير حال الأوطان والشعوب، فأخذتهم العزة في الملك وحب الجاه والمال، وما أن تجد أوطان تعم فيها حالة عدم الإستقرار ووضوح الرؤى وعدم الإكتراث لبناء هذه البلاد أو تلك إلا إنها حالة ناجمة عن إختلاف وإنشغال ساسة القوم على حُب القيادة او الزعامة، ليكونوا هم المتصدين  لأمور الأوطان .. وعلى ذات السياق  بقى حال الوطن يرزح بآلام شعبه وتأخره في كل نواحي الحياة، وهذا ما جعل من الساسة معلقين بأزماتهم لا يخرجون عنها، لأنهم مطوقون بحب الزعامة والرئاسة دون أن يكترثوا لمستقبل أوطانهم وحياة شعوبهم، إذ أصبحت بعض الزعامات قاتلة ومهدمة لأمن وإستقرار البلاد والعباد، بل مهدمة للحياة برمتها، حين أخذت تسيرها المصالح الفردية  والنفوذ من دون أن تكترث لمقومات البناء والإعمار والتنمية التي تنشدها الدول في البناء والتقدم، وأهمها محاربة الفساد وتطبيق القانون وتطبيق الإدارة الناجحة التي تعد من الأسس المهمة ومن مقومات بناء الدولة الصحيحة التي تلغى فيها المصالح الفئوية الضيقة وتمجيد الشخوص والزعامات التي  ينتهي عندها وجود الوطن والإنسان .. 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك