المقالات

حمى التسقيط في ميزان الظهور الشريف


مما لايخفى على احد ان المجتمعات العربية والمسلمة على حد سواء, عانت وتعاني من تفشي كثير من الاوبئة الاجتماعية ولاسيما وباء التسقيط بمختلف مسمياته, ففي السنين الاخيرة عصفت بالمجتمع العراقي رياح التسقيط لتشمل كافة المجالات وعلى جميع الاصعدة, رياح باتت قاب قوسين اوادنى من اقتلاع الثوابت المجتمعية, والدينية, ولتتركها خاوية على عروشها كانها اعجاز نخل منقعر,ليصبح التسقيط سلاح بيد من انعدمت فيهم القيم الدينية والاخلاقية, وممن يبحثون عن الفتات على موائد اسيادهم.

 

 

بات واضحا لكل ذي لب,ان التسقيط اصبح سلعة رائجة في مجتمعنا, يزداد عليها الطلب كلما مرالبلد ببعض الازمات لتزداد حمى التسقيط, حيث يلجا اليها اصحاب الارادات الخبيثة لتحقيق ماربهم واجندات اسيادهم, حيث اتخذت اشكال مختلفة ليستهدف شخصيات ثقافية, و اعلامية او سياسية وحتى الدينية, فكانت المرجعية الدينية والحشد لهما حصة الاسد من هذا التسقيط, وماحصل قبيل الانتخابات العراقية الاخيرة ماهوالا خيردليل.

 

 

ان جمهور وسائل التواصل الاجتماعي بكافة مسمياته على الاغلب هم من الناس البسطاء, الغير مطلعين على اساليب التسقيط, ينعقون مع كل ناعق يسهل احتلال عقولهم بسهولة, ليصبحوا فريسة سهلة تقع في شباك عرابي التسقيط, فيسهم الفرد منهم في نقل الدعايات والتشويه والكذب والبهتان دون تروي او دليل قاطع, فالوسيلة عندهم مبررة في اي صورة كانت طالما تؤدي بهم الى تحقيق غاياتهم التي يسعون اليها, فالذين يمارسون سياسة التسقيط, يعبرون عن انسلاخهم عن الشرائع السماوية والقيم الاخلاقية, فبئس مثل هؤلاء القوم (ان حملت عليه يلهث او تركته يلهث) فجميع الاديان السماوية ترفض هذه الافة الخطيرة كما جاء في قوله تعالى (وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحْتَمَلُواْ بُهْتَٰنًا وَإِثْمًا )

 

 

ان حملات التسقيط التي يقف خلف ابوابها جهات خارجية, بمعية اجندات داخلية تلهث للحصول على بعض المكاسب الفئوية, تسعى وبكل مااوتيت من امكانيات الى تمزيق اوصال النسيج الاجتماعي للمجتمع, واثارة الفتن والصراعات ليصبح المجتمع اقرب الى بيت العنكبوت, وهنا يسهل اختراقه بسهولة, لقد اصبح جليا لكل ذي بصيرة اننا نقف على اعتاب الظهورالمبارك, نعيش ارهاصاته الواحدة تلو الاخرى, فكلما اقتربنا من عتبة الظهور حتى استعر تنور حملات التسقيط ليطفو على السطح جيلا وهنا من الرويبضة, فعن رسول الله ص(سياتي على الناس سنوات خداعات, يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق, ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الامين وينطق فيها الرويبضة, قيل وماالرويبضة يارسول الله؟ قال: الرجل التافه يتكلم في امر العامة)

 

 

جيل بلاثوابت مجتمعية ودينية, هم كالانعام بل اضل سبيلا, تستغل امكانياتهم العلمية والعملية لخلق قاعدة جماهيرية للسفياني عند اجتياحه للعراق, ولتفقس لنا افعى الرويبضة فيما بعد, صاحب البرقع يحوش المؤمنين رجلا رجلا, فهو احد ادوات السفياني ينخر بها واقع وقواعد انصار الامام عج, فعن الامام الباقرع ( وكاني انظر الى صاحب البرقع, قلت ومن صاحب البرقع؟ فقال: رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولاتعرفونه,فيغمز بكم رجلا رجلا اما انه لايكون الا ابن بغي) وليكونوا جسرا لوصول اولاد البغايا الى دفة الحكم, ليقدموا رؤؤس علماؤنا في طشت لصاحب السفياني, تماما كرأس امامهم الحسين ع وكان التاريخ يعيد نفسه, وترفض ذاكرته ان تطوي صفحاتها دون العروج على عاشوراء.

 

 

ان حمى التسقيط ترمي بظلالها على المجتمع حتى بعد الظهور الشريف, لتخرج لنا من كهف الظلمات جماعات منحرفة ذات ولائج خبيثة, معتدة بنفسها, والتي ترى انها تمتلك كل مقومات القيادة, كالزيدية والبترية وغيرهم من الذين انحرفوا عن جادة الصواب, لتقف بوجه الامام عج رافعة شعار(ارجع يابن فاطمة)

 

 

لذا كان لزاما علينا ان نكون على درجة عالية من الايمان والوعي, وتكون لنا القدرة على فرز الغث من السمين, للوقوف بوجه حملات التسقيط, وعدم السقوط من غربال التمحيص الذي يعمل على قدم وساق, لنتمكن في قادم الايام من رد كيد السفياني الذي يمثل اخر جولات العدو, ولكي لاننجرف عن جادة الحق بعد الظهور المبارك, ويكون اليقين سلاحنا بان الله لايخلف وعده,

 

فمهما بلغت قوة حربهم الاعلامية, وحملاتهم التسقيطية, لخلق رؤى ضبابية لدى المجتمع, فانها ستنجلي وتمضي كسابقاتها, فتلك سنن الله في امم قد خلت من قبل وكما جاء في كتابه الكريم (كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِىٓ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيز) فسيهزم السفياني وزبانيته, فهم ليس الا( كالباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وماهو ببالغه) ولينهار مشروعهم المبني على شفا جرف هار, ولتتساقط اضغاث احلامهم في غيابة الجب, فهم كالزبد الذي يذهب جفاء, وسيمكث ماينفع الناس المثمثل بدولة العدل الالهي, بقيادة الامام الموعود حيث قال عز من قائل( ولقد كتبنا في الزبور بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون) فهو بقية الله في ارضه, وعينه الناظرة, واذنه الواعية, وليسفر صبح الحق مهما طال ليل الباطل, ولتشرق شمس الموعود, وليتم الله نوره ولو کره الكافرون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك