المقالات

مواصفة كتلة الاغلبية

1745 2022-04-04

زيد نجم الدين ||

 

عندما تبنى السيد مقتدى الصدر و حلفاءهِ مشروع حكومة الاغلبية السياسية؛ في حينها كانت مواصفات الكتلة التي تحقق الاغلبية السياسية تختلف بشكل جذري عما آلت اليه الاحداث لاحقاً.

كان التحالف الثلاثي يعتقد إن إحراز الأغلبية المطلقة من أعضاء المجلس النيابي كفيل بتحقق الاغلبية البرلمانية القادرة على انتاج حكومة الأغلبية، إلا ان هذا الإعتقاد لم يعد صائباً بعد أن تغيرت مواصفات كتلة الأغلبية النيابية. فبعد تفسير المحكمة الاتحادية للمادة ٦٧ من الدستور، تغيرت مواصفة النصاب من الأغلبية المطلقة الى أغلبية الثلثين، الشئ الذي كان أشبه بالمفاجأة لقوى تحالف إنقاذ وطن. المواصفة الثانية التي تم تغييرها هي الظرف الزمني الذي يتم فيه تثبيت الكتلة الاكبر بشكل رسمي، فلم تعد الجلسة الاولى للبرلمان هي موعد الاعلان الرسمي في ضوء تفاسير لاحقة قدمتها المحكمة الاتحادية.

 مع كل هذه التغيرات المهمه بقيَ السيد الصدر مصراً على المضي قدماً في محاولاته المتكررة لتحقيق نصاب جلسة انتخاب الرئيس، لكن الإخفاق كان مصير تلك المساعي وفي اكثر من مناسبة. والذي كرس المشهد تأزماً هو اكتساح تحالف انقاذ وطن لمعظم المواقع الرقابية في البرلمان و التي تعتبر من ادوات عمل اي فريق يتجه للمعارضة ، ما دفع الاخرين الى التمسك بموقفهم المقاطع لجلسات انتخاب الرئيس.

لو كان السيد الصدر و حلفاءه على علم مسبق بتفسير المحكمة الإتحادية للمادة ٦٧ من الدستور (و التي تتحدث عن نصاب جلسة إنتخاب الرئيس) ، لكانت خارطة الاتفاقات و التحالفات مرسومة وفق رؤيا مختلفة، رؤيا تضمن لهم (تحالف انقاذ وطن)  تحقيق أغلبية الثلثين. من وجهة نظري ؛ للوصول الى حكومة أغلبية بمفهومها الحقيقي، نحتاج لتأسيس مسبق لهذه المرحلة، بعبارة اخرى ؛نحتاج لإجراء تحضيرات على مستوى التشريعات لتأمين إنتقالة مرنة من المنهجية التوافقية المعهودة نحو المهنجية الجديد، منهجية المعارضة و المولاة في ادارة الدولة. بلا تحضير مسبق ؛ لا يمكن ان تتبلور لدينا معارضة حقيقية في مجلس النواب دون العمل على تشجيعها و تمكينها من خلال تشريعات و آليات تضمن لها دوراً مهما في تقويم الأداء الحكومي.

ما يقوم به السيد الصدر من اصرار على تثبيت فكرة الأغلبية و الموالاة كمنهجية في إدارة الدولة العراقية، في الحقيقة يستحق الثناء و التقدير ، لكن الانسداد السياسي الذي يمر به البلد اليوم يتطلب التراجع خطوة للوراء لكسب خطوتين للأمام. في لغة الأرقام لن يتمكن تحالف إنقاذ وطن من كسب ٢٢٠ نائباً بوجود ثلث مقاطع متماسك، و هذا ما ثبُت في محاولتين سابقتين. وحتى لا يُهدر الوقت و قبل أن ندخل في خرق أخر للتوقيتات الدستورية، أقول : لابد للقوى السياسية و على رأسها الكتلة الصدرية أن تبحث وسائل و حلول جديدة ممكنة تفضي الى تشكيل حكومة قادرة على التأسيس لمرحلة جديدة من إدارة الدولة فق منهجية المولاة و المعارضة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك