المقالات

بغداد بين اللاموقف وسوء الموقف..! 

1226 2022-03-22

  منهل عبد الأمير المرشدي ||     Manhalalmurdshi@gmail.com إصبع على الجرح .   برغم اننا كما هو كل بشر سوي ضد الحرب شكلا ومضونا خصوصا ونحن في العراق عشنا ويلاتها زمن الدكتاتور المقبور من دمار وخراب وحصار وما شهدناه في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي إلا إننا تفاجئنا وتفاجأ العراقيون جميعا من موقف العراق في مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة بالإمتناع عن التصويت بالتنديد بروسيا وتحميلها تبعات الحرب القائمة مع اوكرانيا .  كان هذا الموقف يمثل وقفة مهمة في تأريخ العملية السياسية في العراق بعد سقوط الصنم على اعتبار ان اللاموقف في السياسة هو موقف بحد ذاته فالإمتناع عن التصويت على القراريعني اولا واخيرا عدم تأييد ما يحتويه القرار هذا فضلا عن السطوة المعروفة للسفارة الأمريكية على الحكومة العراقية ورئيسها مصطفى الكاظمي وهو ما جعل الموقف اكثر جذبا وتميّزا وشدا للإنتباه وهو ما يزيد الأمر غموضا وضبابية ستفصح الأيام عن خفايه لاحقا .   ذلك الموقف الرسمي العراقي القوي والمهم تلاشى ويبدو هزيلا إزاء قضايا اهم للعراق واخطر في المساس بأمنه القومي ابتداءا من الإحتلال التركي لمئات الكليومترات من الأراضي العراقية في الشمال والقواعد التركية هناك اضافة الى القصف اليومي الذي يطول دهوك وسنجار وشرق اربيل وغيرها حيث يسود الصمت المطبق والتجاهل التام فلا موقف ولا هم يحزنون بل على العكس من ذلك فإن العلاقات العراقية التركية في احسن احوالها والإقتصاد التركي يعتمد في دعم الدخل القومي من الصادرات الى الأسواق العراقية بما يزيد عن عشرين مليار دولار سنويا فضلا عن الإستثمارات الهائلة للشركات التركية العاملة في العراق .  لست ادري هل كل ذلك مكافئة للأتراك على عدوانهم المستمر علينا اضافة لمشاركتهم لمسعود البره زاني في تهريب النفط العراقي وتصديره الى (اسرائيل).  بقدر ما يبدو هذا الموقف متناقضا مع الموقف العراقي ازاء الحرب بين روسيا واوكرانيا فان الموقف من القصف الإيراني لمركز الموساد الإسرائيلي في اربيل يبدو اكثر غرابة كونه يخلوا من التوقف عند الإدعاء الإيراني بوجود مقرات اسرائلية في اربيل فلم يتوقف عند ذلك لا حكومة ولا برلمان ولم يضع المسؤولين في الإقليم في دائرة الإشتباه والإستدعاء انما تم التعامل مع الأمر بشكل تمثيلي هزيل من زيارة وفد نيابي لأربيل شربوا فيها الشاي في مقهى القلعة وعادوا بيقين ان ما شاهدوه هو مجرد بيت تم قصفه من قبل ايران من دون ان يسألوا على الأقل عن فحوى ابراج الإتصال الأربعة فوق سطح ذلك القصر المقصوف.  موقف آخر يندى له الجبين من وزارة الخارجية العراقية التي تعلم وترى وتدرك اي عدوان سعودي على اهل اليمن المظلومين واي خراب احدثته وشعبا قتلت اطفاله ونسائه وشيوخه لكنها راحت تنعق مع القطيع العروبي المأزوم في بيان استنكار (العدوان) الذي تتعرض له السعودية من قبل انصار الله ابطال اليمن الذي يدافعون عن وطنهم ضد العدوان الصهيو امريكي بتنفيذ سعودي اماراتي .  اي موقف هزيل ومخزي هذا وأي تناقض في هذه المواقف التي لاتشبه ما فيها كل ما فيها فمثلما التزمت بغداد الصمت وكأنها لا ترى ولا تسمع ما حدث من مجزرة اعدام الشباب من ابناء القطيف واليمن والبحرين وسوريا في السعودية كان عليها ان ترتضي موقف الإمتناع والتغليس عن كل ما يحدث حولنا .  نعم فإني ارى الموقف الأفضل والأستر للحكومة العراقية في ظل هذا الهرج والفوضى ان تكون ممتنعة عن التصويت على طول الخط صامتة طرشاء عمياء وهي في الآخرة عمياء كما هي في هذه الدينا والله بصير حكيم .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك