المقالات

الديمقراطية أعرافها أخلاقها

1481 2022-03-07

 

مهدي المولى ||

 

لا شك للديمقراطية  أعرافها  أخلاقها الخاصة   والديمقراطي  عليه ان يلتزم ويتمسك  بأعراف الديمقراطية ويتخلق بأخلاقها وإلا ليس ديمقراطي بل إنه عدو للديمقراطية والديمقراطية يصنعها ويخلقها  ويبنيها  الشعب  لهذا مهمة الديمقراطي ان يهيئ الظروف الموضوعية لبناء الديمقراطية لرفع مستوى الشعب الى مستوى الديمقراطية أي الى التمسك بالأعراف الديمقراطية والتخلق بأخلاق الديمقراطية  ومن أهم صفات الديمقراطي ان يحترم الرأي الآخر ويرى في الآراء والأفكار المختلفة هي الوسيلة الوحيدة  لبناء الوطن وسعادة الشعب  من صفات الديمقراطي ان يرى في طرح الأفكار الغاية منها  ان تتفاعل أن تتلاقح مع بعضها البعض  لا تتصارع لا تتقاتل مع بعضها البعض فالتفاعل والتلاقح في الأفكار  تنتج تخلق أفكار جديدة متطورة وهكذا يحدث التطور والتقدم في البلاد على خلاف عندما تتصارع وتتقاتل الأفكار لا ينتج إلا الخراب والدمار.

 وهذا ما نراه ونشاهده في عالمنا فالدول التي تحترم أفكار وآراء اي  تحترم عقول  شعوبها تعيش مستقرة   متطورة يسودها الحب والسلام مهما  اختلفت ألوانها وعقائدها وأعراقها على خلاف الدول التي لا تحترم أفكار وآراء شعوبها أي لا تحترم عقول أبنائها فتعيش في حالة الفوضى وعدم الاستقرار حتى لو تتكون من طيف واحد عرق واحد دين واحد لون واحد وهذه حال الشعوب العربية  التي فرضت عليها حكام طغاة  .

 المعروف ان  العراق بعد تحريره من بيعة العبودية التي فرضت عليه منذ أيام الطاغية معاوية وحتى الطاغية صدام كان يعيش في ظل الحاكم الواحد العائلة الواحدة  القرية الواحدة   أي في ظل عبودية مستبدة الويل لمن يقول أنا إنسان أنا عراقي  هذه من صلاحية الحاكم الفرد يريد ان يمنحها لك او لا يمنحها  ومثل هكذا شعب لا يمكن منحه الحرية دفعة واحدة  ونقله من ظلام العبودية الى نور الحرية بشكل مفاجئ  فلا بد من تهيئته  تدريبه على قيم وأخلاق الديمقراطية  وتحريرعقله من شوائب وأدران العبودية  وهذا يتوقف على دعاة الديمقراطية وأنصار الحرية.

المشكلة الصعبة التي عرقلت مسيرة الشعب العراقي في بناء الديمقراطية والتمتع بالحرية هي عدم وجود ساسة  يؤمنون فعليا بالديمقراطية  أي يتصفون بالديمقراطية  ويتخلقون بأخلاقها  ويتمسكون بأعرافها بل أنهم جميعا متخلقون بأخلاق  الدكتاتورية و أعرافها وقيمها العشائرية المتخلفة لهذا طبقوا  تلك الأخلاق وتلك الأعراف والقيم في زمن الديمقراطية فنتجت حالة أكثر سوءا من زمن الدكتاتورية وعبودية الاستبداد  فإذا كنا نعيش تحت ظلم وعبودية وقوة واحدة أصبحنا نعيش  في حالة فوضى تحت  مجموعة من الحكومات  ومجموعة من الحكام  وهكذا  ضاع المواطن العراقي لا يدري الى أي حكومة ينتمي  وأي حكومة يخضع لها ويطبق وينفذ أوامرها.

لهذا أناشد القوى الديمقراطية الصادقة المخلصة ان تتوحد في خطة واحدة في برنامج واحد وتتحرك وفق تلك الخطة وذلك البرنامج  من أجل  رفع مستوى الشعب الى مستوى الديمقراطية أي الى التمسك بقيم وأعراف الديمقراطية والتخلق بأخلاقها ونبذ قيم وأعراف وأخلاق الدكتاتورية والاستبداد والعبودية.

فالديمقراطي إنسان حر صادق مضحي ينطلق من مصلحة الشعب والوطن على خلاف العبد  فأنه حقير كاذب ينطلق من مصلحته الخاصة وعلى استعداد ان يدمر المصلحة العامة في سبيل مصلحته الخاصة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك