المقالات

لماذا لم تقاتل الولايات المتحدة في أوكرانيا؟!

2408 2022-03-01

  تبارك الراضي ||   من بدء الحملة الروسية في أوكرانيا، والرأي العام منقسم ما بين مؤيد لروسيا وآخر داعم لأوكرانيا، لكلا الطرفين أسبابه. وقد وضعت هذه الحرب فئة معينة في تناقض بالمواقف، هنا أتحدث عن المدافعين حقوق الإنسان والنابذين للحروب كوسيلة لحل النزاعات، وفي الوقت نفسه دافعوا عن الحملة الروسية. عملت هذه الفئة طيلة الفترة الماضية للترويج بإن هذه هي نهاية التابعين للولايات المتحدة، وإن واشنطن تركت أوكرانيا وحيدة لإن ديدنها التخلي عن الحلفاء. هنا أود أن أتوسع بالحديث…  بالنسبة للولايات المتحدة لا يوجد حلفاء دائمين ولا أصدقاء دائمين، توجد مصالحة دائمة. مقولة كيسنجر هذه يجب أن تكون راسخة في أذهاننا. ولنعود قليلاً للعام الماضي، عندما فاجئت الولايات المتحدة أحد أهم حلفائها وهي فرنسا بتوقيع إتفاقية "اوكوس" مع استراليا وبريطانيا، ولم يكن الأمر عدم إطلاع حليفتها، أو عدم ضمها للإتفاقية، كان الأمر أكبر من ذلك بكثير، فقد دفعت فرنسا ثمن هذا الإتفاقية صفقة كانت بينها وبين استراليا، وهنا السؤال: من أكثر أهمية فرنسا أم أوكرانيا؟ بالتأكيد فرنسا، لكن المصالح الأمريكية أهم منهما كلتيهما.   بالنسبة للولايات المتحدة تتركز جهودها على منطقة المحيطين الهادي والهندي؛ لاحتواء النفوذ الصيني هناك. وفقاً لإستراتيجية بايدن المؤقتة فجهود الولايات المتحدة تقوم على تخفيض التواجد الأمريكي في الشرق الأوسط وغيره من المناطق، وتركيز التواجد في المنطقتين السابقتين. الخطر الأول للولايات المتحدة الآن هو الصين، لكن ماذا بشأن الآخرين؟ هنا أقصد روسيا وإيران. في هذا الصدد تتشابه إجراءات الولايات المتحدة في افغانسان وأوكرانيا. لجأت واشنطن لسحب قواتها في إطار تقليل التواجد العسكري الأمريكي كما هو معلن، لكن السبب المهم هو أن التكاليف المترتبة تفوق المكاسب المتحققة، في حين أن مكاسب الانسحاب أكبر وأكثر ملائمة لطبيعة المرحلة. يأتي الانسحاب بمكاسب للولايات المتحدة هي: تخفيف العبء على القوات الاميركية، والتركيز على الوضع في المحيطين الهادي والهندي، والأهم زعزعة الاستقرار على الحدود الإيرانية والحدود الصينية، وإضافة خطر دائم لهم متمثل في طالبان.  بالنسبة للوضع في أوكرانيا، السؤال هل تستحق بوصفها هدفاً أمريكياً استخدام القوة العسكرية؟ الجواب تمثل أوكرانيا هدفاً رخواً للولايات المتحدة الأميركية، وهو واضح من التصريحات الأميركية "لن نفاوضهم ولن نحاربهم". وفي وقت انشغل الرأي العام بدعم روسيا، غفلوا عن هدف الولايات باستنزاف روسيا وشغلها بصراع الغاية منه إضعاف أحدى الدول الصاعدة المتحدية للنظام القائم…
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك